محمد العويس - الأحساء تصوير- محمد العويس

ذكر الباحث في الآثار، خالد الفريدة، أن رحلة الحج قديما من الأحساء إلى مكة المكرمة كانت تستغرق أكثر من شهر ونصف، وكان الناس يحرصون على التوصية والوداع مع أهاليهم، مع بكاء الفراق لأنهم قد لا يعودون.

وأضاف الفريدة لـاليوم أن الناس كانوا يتجهون إلى مكة المكرمة وهم في رحلة جهاد يرتجون الثواب من الله، ويتوجهون إلى مصادر المياه وكانت رحلتهم مرهونة بأماكن المياه ومصادرها، حيث يتجهون عبر الجمال إما عن طريق أبو جفان الذي يمر من الأحساء إلى منطقة يبرين مرورا بأبو جفان بجانب الخرج وقصر أبو جفان ومن ثم الاتجاه لمنطقة الرياض ثم إلى مكة المكرمة، وأما الطريق الآخر فهو طريق المزاليج والذي يمر من الأحساء باتجاه عيون جودة والوسيع وبعدها إلى الرياض، ومن ثم إلى مكة المكرمة فهذه الطرق التجارية كانت مليئة بالقوافل في تلك الفترة.

الطريق الرئيسي لحجاج الخليج

قال الفريدة: في المرحلة الثانية كانت مرحلة الكناور والسيارات الكبيرة والرحلة لهم تستغرق ما بين ثلاثة أسابيع إلى أسبوعين ما بين تغريز وخراب السيارات على الطرق، ولعل ذاكرة الأيام تعود حينما كانت السيارات الكبيرة تأتي إلى هنا عين نجم لتحميل المياه من مصادر المياه، فكانت هذه العين مصدر رئيسي لتعبئة المياه، والتي توضع على جوانب السيارات الكبار ويتجهون الناس بها إلى مكة.

وأشار الفريدة إلى أن الطريق الرئيسي لحجاج الخليج من منطقة الأحساء كان يمر عبر عين نجم، حيث يتجمعون للاستراحة قبل الاستمرار في رحلتهم إلى مكة المكرمة، وكانت العين تعتبر مصدر رئيسي لتعبئة المياه التي توضع على جوانب السيارات الكبيرة التي يستخدمونها في رحلتهم.

وأوضح الفريدة أن عين نجم عين تاريخية في عهد الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة، وكان المغفور له بإذن الله الملك سعود والإمام عبدالرحمن بن فيصل يتوجهان إليها للاستشفاء بمياهها المعدنية الجميلة، وكانت تقسم الأوقات في اليوم بين النساء والرجال، وكان الناس يأتون إليها للاستراحة في رحلاتهم.

وأخيراً، أكد الفريدة أن عين نجم ليست مجرد عين طبيعية أو معدنية، بل هي عين ذكرى تاريخية ومؤثرة في فترات التاريخ، وتعد منطقة تاريخية واقتصادية هامة في فترة الحج.