يعد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، أحد المعاهد الرائدة التي خصصت لتطوير الخدمات والمناسك والعناية بالشعائر الدينية، وذلك عن طريق البحث العلمي والأساليب العلمية الحديثة.
وأكد مختصون أنه من المهم زيادة المعاهد في مدن المملكة، والتي ستخلق بيئة تنافسية في البحث والإبداع والكتابة خاصة أننا ما زلنا نحتاج إلى معاهد ثقافية وعلمية لإنتاج العديد من المشاريع الاستراتيجية الفاعلة لخدمة ضيوف الرحمن وتطويرها وتحويله إلى أكاديمية لخدمة القطاع الخاص.
خلق بيئة تنافسية
أوضح الدكتور عثمان بن بكر عثمان قزاز أستاذ مشارك - معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة- جامعة أم القرى، قائلاً مملكتنا الحبيبة تذخر بالجامعات السعودية الحكومية والخاصة وفي كل التخصصات يوجد علماء وخبراء لديهم القدرة التنافسية على دراسة احتياجات المنظومة الخاصة بالحج والعمرة، وتقديم التوصيات والحلول الابتكارية والإبداعية لتطويرها.
أضاف في تصريحات خاصة لـاليوم: لا شك في أن تعدد مراكز الأبحاث سوف يخلق بيئة تنافسية، كما أن فتح فرص مشاركة قطاعات التعليم من طلاب المراحل الدراسية الابتدائية والمتوسطة والثانوية بأسلوب حلقات النقاش والعصف الذهني إلى جانب الزيارات الميدانية والمشاركة التطوعية سيوفر بيئة تعليمية وبحثية تواكب التطورات والمستجدات وتحقق التطلعات المستقبلية، التي يطمح إليها ولاة أمرنا -حفظهم الله.
تعدد قنوات النشر
شاركت الدكتورة أحلام عبد العزيز الوصيفر أستاذة الأدب والنقد بكلية الآداب-جامعة الملك فيصل بالأحساء، قائلة نحمد الله على بلوغ هذا الموسم الذي يزيد بلادنا شرفًا وعزة وكرام، بأداء ركن من أركان الإسلام وهو الحج على ثرى أرضها، وتحت سمائها.
وأضافت: ولما لهذا الموسم الشريف، والمكان المعظم عند الله، شرفت بلادنا، بتكريم المسلمين بالعناية بكل ما يجلب المتعة والسرور الحسي والمعنوي، لأداء هذه الشعيرة العظيمة بكل راحة واطمئنان.
وأكملت: ومن ناحية ثقافية فقد عنيت بلادنا بزوار بيت الله الحرام من الخارج والداخل، بالعناية بالعلم والبحث العلمي، من خلال إقامة معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، والتابع لجامعة أم القرى، وهو من المعاهد التي خدمت وتخدم على مستوى العالم هذه الشعيرة العظيمة.
وأضافت لـاليوم: ولكن ومع هذه الإضافة البحثية، فإن البحث والإبداع والكتابة حول هذه الشريفة، لا يزال بحاجة ماسة إلى معاهد ثقافية إضافية علمية وثقافية، أدبية ونقدية، ومتخصصة وعامة، تصنف كل ما يجمع ويكتب حول هذه الشعيرة، خاصة وأن القادمين لزيارة البلاد في هذه الفترة من كل بقاع الأرض بحاجة إلى الأخذ والعطاء لكل ما يخدم الإسلام والمسلمين، لمواصلة الإضافة بما استطاعوا من مترجمات ومعلومات ومخطوطات وغيرها.
ذكرت: ولذا فإنني أرى من هذا المنبر ضرورة تعدد قنوات النشر والعناية العلمية والثقافية، لهذا الموسم السنوي الحافل، وخاصة أن بلادنا دائمًا في سعي جاد وحثيث للاهتمام والعناية والتطوير بكل ما يخص البلاد من الوصول لأعلى المستويات العلمية والثقافية.
تحريك الجو العلمي
من جانبه ذكر الدكتور عبد العزيز بن عبد الرحمن الحيدري، دكتوراه الأدب والنقد، قائلاً: تبرز أهمية تعدد معاهد أبحاث الحج والعمرة من جهات عدة، منها أنها تبعث المعاهد على تكريس جهودها، وتكثيف متابعتها لكل ما يتصل بالحج والعمرة والزيارة للمسجد النبوي، وبثّ ذلك على نطاق إعلامي واسع؛ إبرازًا لجهود المملكة العربية السعودية في خدمة المشاعر المقدسة، وتسهيلِ أداء المناسك للحجاج والمعتمرين والزائرين على أفضل وجه.
وأشار قائلا: التعدد يُذكي روح التنافس بين المعاهد المتخصصة لتقديم أفضل البرامج والمحاضرات والفعاليات، التي من شأنها أن ترفد المكتبة العربية بدراسات رصينة، وبرامج فاعلة تسهم في تطوير الخدمات المقدمة لمرتادي المشاعر المقدسة، ومن مزايا ذلك التعدد أنه يحرّك الجو العلمي، ويُثري الحراك الثقافي الباعث على كل ما هو جميل، في البيت الذي جعله الله مثابة للناس وأمنا.