عبدالكريم الفالحkarimalfaleh @

••• نعم...

ليتها كانت معي...

ليتها صارت فمي...

هي ضوء في دمي...

ليتها كانت هناك عندما صعدتُ وترقيتُ ووصلتُ إلى منصب قيادي.

ليتها رأت ما رأيتُ واجتهدتُ وفعلتُ وصنعتُ. ليتها كانت عندما صفقوا لي.

••• ليتها كانت معي...

لمَّا حققتْ زهرتي الأولى (هيا) تفوقا في دراستها. أشرق ذكاؤها. منحها الله طرافة قادرة على إجلاء الحزن وطبع الناس بالسعادة والانشراح والنعيم.

••• ليتها كانت...

عندما رزقني الله بثاني زهراتي (نوف).

طفلة جميلة ملأت الأرض حبورا وفرحا وابتهالات نغم.

تحب الأطفال لأن في قلبها طفلة بريئة تشتم من ذلك القلب الرياحين والفل والياسمين.

••• ليتها كانت...

عندما بانت على الأرض مواهبي في الكتابة والصوت التلفزيوني. حينما أصبحت كاتبا ومدير تحرير ومذيعا تلفزيونيا.

••• ليتها معي...

بعد أن ضربتُ في الأرض. وصلت بلاد العم سام ونجحت بتفوق. ليتها حضرت تخرجي عندما صعدت إلى المنصة، وكان اسمي يرن في ملعب الجامعة وسط الحشود.

ليتها هناك...

عندما ضحكت...

وبكيت...

ومرضت...

ليتها هناك...

لما انقشع الغم.. وانطفأ الهم.. غابت سحب الظلام عني..

ليت يدها الناعمة مسحت العرق المتصبب من جبيني وكفكفت دمعي..

ليت قلبها الكبير لا يزال ينبض بحبي وارتعاشات دربي..

••• كانت تحس بدواخلي حتى قبل أن أنطق بها أو يبوح بها جسدي..

مرضي أول همومها.. شغفي أقصى أفراحها.. دمعتي أقسى جراحها..

لا تسمح للنسمة أن تخدش جزءا مني.. كنت طفلا كبيرا في حضرتها.. رجلا في أحلى مواقفها..

تحبني بل تعشقني.. ذلك العشق هو هناء الأيام ورحيل الأوهام..

تُضَمِّخ حياتي بالعز والسعادة والكرامة، ونتف الغيوم السابحة في سماوات الشجن..

إذا ابتعدتُ قليلا عن جادتي تعيدني بحفاوة إلى الحب..

غربتي الطويلة كانت توجعها، وكنت أشعر بأوجاعها فأبكي.. أنطوي على نفسي وهمي..

••• ليت أمي (هيا) رحمها الله كانت معي وقد لفها التراب وضمها القبر..

رحلت رفيقة عمري.. ذهبت أطيافي الملونة، وقد كانت معي في كل أحلامي...

انشراحاتي...

أعراسي...

آمالي...

عذاباتي...

معاناتي...

وأوجاعي...

ليتها وليتها وليتها..

••• نهاية

رحيل الأم... موت المسرات.