أطلقت شركة ميتا تطبيقًا جديدًا يسمى ثريدز Threads والذي سيكون منافسًا مباشراً لـتويتر، وأحدث ضجة كبيرة في أول أيام انطلاقه ببلوغه نحو 100 مليون مستخدم، محلقاً إلى صدارة المواقع الأسرع تبنياً على مر التاريخ، كما أضافت أسهم ميتا بلاتفورمز حوالي 19٪ خلال الجلسات الخمس الماضية و 253٪ للعام. والسؤال الأهم بعد كل هذا هو: ما الذي سيعنيه إطلاق ثريدز بالنسبة لـتويتر على المدى البعيد؟ وكيف انطلقت الشرارة الأولى لهذا الموقع فعلاً.
يقول المحللون أن فكرة التطبيق كانت تختمر تحت السطح منذ فتر طويلة، ولكن الإعلان الرسمي عنه جاء في نهاية شهر يونيو الماضي، عندما تحدى كلا من إيلون ماسك، مالك تويتر، شركة ميتا وغريمه مارك زوكربيرج، بعضهما البعض.
وأدرك زوكربيرج أن تويتر تعاني تحت إدارة ماسك، فهناك تقديرات بأن الشركة قد تخسر أكثر من 32 مليون مستخدم بحلول العام المقبل 2024 من أكثر من 360 مليون مستخدم في عام 2022، والتقديرات لا تأخذ في الاعتبار حتى أحدث القيود المفروضة على المستخدمين الذين لم يتم التحقق منهم. كما استغل تسريحات الموظفين الكبيرة التي أجراها ماسك لاستقطاب من جرى تسريحهم لبناء الموقع الجديد، مستغلين في ذلك الثغرات التي أسسوا عليها تويتر.
ويعزو الباحث الإعلامي فيليب مولر، المقيم في مانهايم، العديد من الأسباب إلى مشاكل تويتر، وهو الأمر الذي دعا فيسبوك على المنافسة بل والتفوق على تويتر.
قال مولر: تصريحات ماسك وكذلك إعادة التنشيط الرمزي لحساب دونالد ترامب هي علامات حمراء لكثير من المستخدمين وتجعلهم يشعرون بخيبة أمل.
وتابع: كما أثارت إجراءات خفض التكاليف التي قام بها الملياردير غضب الكثيرين. تضمنت الإجراءات غير الشعبية فصل 80٪ من موظفي تويتر، ما أدى إلى العديد من المشكلات المتعلقة بالوظائف الأساسية للتطبيق، بالإضافة إلى تقديم نماذج للدفع مثل تويتر بلو، ومؤخرًا اقتصر استخدام تويت دييك Tweetdeck على المستخدمين، الذين حظوا بتدقيق.
وقبل أيام قليلة فقط، حدد ماسك عدد التغريدات التي يمكن قراءتها مجانًا بـ1000 تغريدة في اليوم، و500 فقط للحسابات الجديدة. واستطرد مولر لـشبكة دويتش فيله: هذا يتعارض مع الفكرة الأساسية لمنصة التواصل الاجتماعي.
واتخذ ماسك، أحد أغنى رجال العالم، قرارات مثيرة للجدل مرارًا بعد شراء تويتر مقابل 44 مليار دولار في أكتوبر 2022. وهناك عدد قليل من البدائل لتويتر مثل ماستودون، وT2، وتروث سوشيال سيئ السمعة، الذي أصدره الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. ومع ذلك، فقد كافحت هذه المنصات لبناء قاعدة مستخدمين واسعة. ويعد ماستودون على سبيل المثال شبكة اجتماعية غير هادفة للربح خالية من الإعلانات، ما يجعلها غير جذابة للمعلنين، كما يوضح الخبير في مانهايم.
واختتم مولر: السوق كان يفتقر إلى بديل كبير وموجه تجاريًا لتويتر وزوكربيرج استغل هذا بشكل جيد جداً في ثريدز، وهو التطبيق الذي يمكن أن يدمر تويتر ويضيع على ماسك الـ44 مليار دولار التي استثمرها بلا رجعة.