مجدي البانوبي

@MagdyElbanouby

القيادة والحوكمة.. عنوان ملائم لما تحققه كرة القدم في المملكة العربية السعودية، من انطلاقة قوية وسريعة ومتلاحقة نحو آفاق عالمية، وسلسلة نجاحات جعلت ملاعبها وأنديتها الوجهة المفضلة لنجوم كرة القدم العالمية سواء لاعبين أو مدربين.

وجاء قرار نقل ملكية أندية «الاتحاد والأهلي والنصر والهلال» لصندوق الاستثمارات العامة السعودي بنسبة 75%، ليفتح الباب أمام مرحلة جديدة لكرة القدم السعودية وأنديتها نحو تحقيق الجودة الإدارية بما يخدم منظومة الرياضة بشكل عام، بالتوازي مع تطوير الأداء داخل الأندية، وظهرت ثمار تحويل الأندية إلى شركات واعتماد أعلى درجات الحوكمة الإدارية داخلها، مبكرا من خلال طفرة في التعاقدات سواء على صعيد اللاعبين أو المدربين، ولم يعد الأمر متعلقا فقط بالأسماء، وإنما بمسيرة وانطلاقة لمنظومة كرة القدم والدوري السعودي بطموحات تعانق السماء، ستنعكس إيجابا بكل تأكيد على المستوى الفني للمسابقات وجودة اللاعبين.

وبنظرة عامة إلى الرياضة السعودية وليس كرة القدم فقط، نجد أن عدد الرياضيين في المملكة تضاعف من 40 ألفا في 2019 إلى 80 ألف رياضي حاليا، كما تجاوز عدد الموظفين الرسميين في 61 ناديا، ثلاثة آلاف موظف وموظفة خلال الموسم الماضي بعد تطبيق نظام الحوكمة، فيما شهدت الملاعب حضور 2.2 مليون مشجع خلال 2023 بزيادة 150% خلال عامين، بينما بلغت إيرادات الأندية من الرعايات في الموسم الماضي 328 مليون ريال، بارتفاع 300% خلال عامين فقط.

لغة الأرقام تعكس بوضوح نجاح مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية الذي أطلقه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، تحقيقا لمستهدفات رؤية المملكة 2030 في القطاع الرياضي، الهادفة لبناء قطاع رياضي فعال وجيل متميز رياضيا على الصعيدين الإقليمي والعالمي، من خلال تحفيز القطاع الخاص وتمكينه للمساهمة في تنمية القطاع الرياضي، بما يحقق التميز المنشود للمنتخبات الوطنية والأندية الرياضية والممارسين على الأصعدة كافة.

المعطيات السابقة تؤكد أن كرة القدم السعودية، على موعد مع طفرة كبرى في المواسم المقبلة، ستنعكس على إيراداتها وشعبيتها على مستوى العالم وليس منطقة الشرق الأوسط فقط، فالمدربون مثل ستيفين جيرارد وخورخي خيسوس ولويس كاسترو ونونو سانتو، إلى جانب اللاعبين أصحاب القيمة الفنية أمثال رونالدو وتعرابت ونجولو كانتي وكريم بنزيما وميندي وكوليبالي، هم مجرد بداية في قطار انطلق نحو النجاح ولن يتوقف.