محمد حمد الصويغ يكتب:

سئمت أحلام الأمس من التجوال

على جثث الموتى..

أرقها الحزن طويلا

فطوت ما صادفها..

من عبث الأشواق وقسوتها

وتمنت لو طاردها الصبر قليلا

وخبت أنوار القرية..

بعض الوقت..

ولاذ المهمومون بطلعتهم

نحو مصير لا تدركه الأبصار

ولا تدركه الأفكار..

.....

تغيَّرت الدنيا..

لم يعُد الشوق كما كان قديمًا

لفته الأحقاد بألف رداء..

لم يعُد الهمس جميلًا..

نالته الأصوات المبحوحة بالبوح

فليتك يا هذا المجنون..

علمت من الأشياء الصغرى

ما كنت تخبئها..

في صدر ضاق بكل الأقوال

وضاق بكل حنين..

ليس به غير الزيف..

يوزعها الندماء المغرورون

بأصداء الأمس..

على كل غريب جاء إلى قريتنا

يحمل أعباء طفولته..

بين يديه..

ويحمل بعض الدمع.