Khaled_Bn_Moh@خالد الشنيبر

في الأسبوع الماضي كان هناك جدل كبير في مواقع التواصل الاجتماعي حول موضوع مختص في الموارد البشرية، وشارك العديد من مختلف أطياف المجتمع في هذا النقاش الثري، وكان الموضوع يدور حول ربط المعدل الجامعي بضمان حصول الطلاب على الوظيفة بعد التخرج، وفي هذا المقال سأتطرق لوجهة نظري الشخصية حوله.

في البداية من المهم توضيح أن معايير التوظيف تختلف من شركة لشركة، وتختلف من وظيفة لأخرى، وأيضا تختلف وفقا لممارسات الموارد البشرية التي يتم تطبيقها في الشركة نفسها، ولا يوجد معايير ثابتة أو إجبارية يتم تطبيقها أثناء عملية التوظيف.

لكل وظيفة في أي سوق عمل تركيبة معينة، وتلك التركيبة تعتمد على نوعَين من المهارات المطلوبة لشغل تلك الوظيفة، فهناك مهارات ناعمة «Soft Skills» ومهارات صلبة «Hard Skills»، وكلما زاد التدرج في وظيفة معيّنة فسيختلف معها مستوى المهارات المطلوبة، ولتوضيح الفرق بينهم بشكل مختصر؛ نجد أن المهارات الناعمة هي المهارات والقدرات التي يمتلكها الفرد، وتساهم في تطوير ونجاح المنشأة التي سيعمل لها مثل مهارات «التواصل، التنظيم، إدارة الأزمات والتفاوض»، أما المهارات الصلبة فهي التي تتسم بثبات قواعدها وبنيتها الأساسية، وتتمثل في الخبرات والمؤهلات التي يمتلكها الفرد.

المعدل الجامعي يعتبر مؤشرا لمستواك الأكاديمي، ولا يعكس مستوى المهارات الأخرى التي تمتلكها، ولا يعتبر المعيار الوحيد لضمان حصولك على الوظيفة، ولا يعني ذلك التقليل من المعدل أو الشهادة الجامعية، فقد يكون المعدل أو الشهادة الجامعية أحد معايير التفضيل بين المرشحين عند بعض الشركات وليس جميع الشركات، وبحكم قربي من سوق العمل أرى أن المهارات الناعمة بالإضافة للمهارات اللغوية في الوقت الحالي تعتبر من العوامل الأكثر أهمية في عمليات التوظيف.

وجهات النظر تختلف حول الموضوع، ولها ارتباط في اختلاف المدارس الإدارية لقادة الشركات وأصحاب القرار عند عملية التوظيف، وكوجهة نظر شخصية بحكم تخصصي في الموارد البشرية أهتم بجانب مهم عند اختيار الأفراد لشغل الوظيفة، وهذا يعتمد على الظروف العامة للوظيفة، فإذا كانت الوظيفة تتطلب مهارات وإجراءات معينة فالأفضل أن يكون شاغلها «Task Oriented»، وإذا كانت الوظيفة تتطلب تحقيق أهداف معينة فالأفضل أن يكون شاغلها «Result Oriented».

قبل ما يقارب السنتين عُقدت جلسة حوارية لبرنامج «تنمية القدرات البشرية» والذي يعتبر أحد أهم برامج رؤية المملكة ٢٠٣٠م، وخلال الجلسة تم استعراض مبادرة «مسرعة المهارات»، والتي تعتبر إحدى أهم مبادرات وزارة الموارد البشرية في هذا البرنامج، وتُعنى بإعادة تأهيل شباب الوطن وتزويدهم بالمهارات اللازمة لسوق العمل، وهذه المبادرة لو تم استغلالها من مراحل التعليم ستكون نقطة تحول كبيرة في سوق العمل خاصة للطلاب حديثي التخرج، وبوجودها لن يكون هناك تأثير «كبير» للمعدل الجامعي.

قد يختلف معي البعض حول رأيي بهذا الموضوع، ولكن ما أراه في سوق العمل هو تميز أصحاب المعدلات المتوسطة بشكل كبير عن غيرهم، وأرى مستويات المهارات لديهم مميزة مقارنة مع غيرهم، وفرص توظيفهم أكثر مرونة من غيرهم، وقد يرجع ذلك لعدة أسباب في كيفية معايشتهم للفترة الدراسية ومواجهتهم للتحديات أثناءها، مما يولد لديهم مهارات عديدة وبمستويات مميزة.

ختاما؛ ما ذكرته أعلاه هو وجهة نظر شخصية بحكم تخصصي وقربي من سوق العمل، ولا يعني ذلك التقليل من المعدل الجامعي وأصحاب المعدلات المرتفعة، والتوفيق بيد الله وحده.