عن عبدالله بن مسعود «رضي الله عنه»: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»، كان يصلَّي، فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره، فإذا أرادوا أن يمنعوهما، أشار إليهم أن دعوهما، فلما قضى الصلاة وضعهما في حجره، وقال: «مَن أحبّني فليُحبَّ هذين».
وعن أنس بن مالك «رضي الله عنه» قال: ما رأيت أحدًا كان أرحم بالعيال من رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم».
وعن أبي هريرة «رضي الله عنه» قال: خرج النبي «صلى الله عليه وسلم» في طائفة من النهار لا يكلمني ولا أكلمه، حتى أتى سوق بني قينقاع، فجلس بفناء بيت فاطمة، فقال: أثَمَّ لُكَعُ؟ أثَمَّ لُكَعُ؟ -يقصد الحسن بن علي- فحبسته شيئًا، فظننت أنها تُلبسه سِخَابًا، أوْ تُغَسِّلُهُ، فَجَاءَ يَشْتَدُّ حتَّى عَانَقَهُ وقَبَّلَهُ، وقالَ: اللَّهُمَّ أحْبِبْهُ وأَحِبَّ مَن يُحِبُّهُ.
نحتاج إلى هذا الهَدي النبوي العظيم في تعاملنا مع أبنائنا بالرحمة وإظهار الحب، ومن الحب والرحمة حسن التربية، خصوصًا أنهم هذه الأيام في إجازة، ويمر بعضهم بمرحلة قبول جامعي يحتاجون فيها قربنا منهم، وإعانتهم لئلا يكونوا فريسة سهلة بأيدي غيرنا، ممن لا يُحمد سلوكه أو على الأقل لا يُعتد برأيه.
في التربية يتحسّر البعض على تربية الآباء التي كان أساسها الشدة فأخرجت رجالًا، ويرى البعض أن تلك الشدة دمّرت نفسيات، وسبّبت أمراضًا ونحتاج إلى النظريات التربوية الحديثة فقط، وأعتقد أن حاجتنا الحقيقية هي إلى الوسطية، واختيار ما يُناسب الابن، فلكل شخص ما يناسبه، وتربية الآباء كانت لزمن معيّن بالإضافة إلى أنها تشوبها الشوائب فإن كانت أخرجت رجلاً فقد أفقدتنا رجالًا، وتعامل النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» رد عليها بالأساس، وعندما استغرب الأقرع بن حابس تقبيل النَّبيّ «صلى الله عليه وآله وسلم» للحسن بن علي «رضي الله عنهما» وقال: إن لي عشرة من الولد ما قبَّلت منهم أحدًا، نظر إليه رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» وقال: «مَن لا يَرحم لا يُرحم».
ولكن بالمقابل، فالدلال الحاصل، وضعف التربية على المرجلة، كما هو حاصل من بعض الآباء، والابتعاد عن الأبناء بالاستراحات والجوالات، آثاره في الخطورة أشد من تربية الشدة.
لا يصحّ أن نبتعد عن أبنائنا، ولا نحرمهم ما يستحقون من حب ورحمة وتربية.
«ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إمامًا».
@shlash2020