@malarab1د. محمد العرب

ترميز التافهين في مواقع التواصل الاجتماعي شجرة تنمو في أرض غير خصبة لتنتج ثمارا فاسدة تسمم العقول والقلوب، باختصار إنها معركة وعي ومعركة وجود ومعركة قيم..

ترميز التافهين يشبه إطلاق النار بدون هدف، فقد يؤدي إلى إلحاق الأذى بالآخرين دون أي فائدة ويشكل خطرا يهدد الأجيال القادمة، وهنا أدق ناقوس الخطر، فقدرة الكلمة على الانتشار السريع تجعلها سلاحا قويا يمكن استخدامه بشكل سلبي ومدمر لذا احرصوا على ترميز الحكمة والعقلانية ودعم المواهب الحقيقية في هذه المنصات لتحقيق تأثير إيجابي وبناء للمجتمع..

مع تنامي تأثير مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت ظاهرة ترميز التافهين تنتشر كالنار في الهشيم، حيث يتمحور دورهم في بث السموم وزعزعة منظومة القيم ونشر الإسفاف، مواقع التواصل الاجتماعي منصات تمكننا من التواصل والتفاعل مع الآخرين ومشاركة الأفكار والمعلومات إلا أنها أصبحت مكانا لتنامي ظاهرة ترميز التافهين وتسويق التفاهة، وهي مشكلة تؤثر سلبا على جودة المحتوى ومحاصرة الثقافة الرقمية المفيدة وقولبة المجتمع سلبيا، ولا يتوقع أحد أن ترميز التافهين عملية عشوائية أبدا بل هي عملية إنتاج مدروسة للمحتوى السطحي وغير الهادف، والذي يهدف فقط لجذب الانتباه والتفاعل السريع وزيادة عدد الزيارات بالتركيز على المواضيع العابرة التافهة مما يهمش انتشار المحتوى الجاد والمفيد وهذا يؤدي إلى تقييد انتشار المحتوى الجيد ...

الموضوع يشكل خطرا حقيقيا على جميع جوانب الحياة الاجتماعية فعندما يتم تمرير المحتوى التافه والسطحي كمحتوى رئيسي على مواقع التواصل الاجتماعي، ينخفض مستوى الثقافة العامة للمستخدمين، فالانتشار الواسع للنكات السطحية والمواضيع البسيطة والفيديوهات السخيفة يؤدي ذلك إلى تلاشي الاهتمام بالمحتوى الجاد والمفيد، ويعتبر التفاعل الدائم مع المحتوى التافه على مواقع التواصل الاجتماعي محفزا للضغط النفسي والقلق والاكتئاب، فالمحتوى التافه يشجع على المقارنة السلبية والتنافس السطحي، ويخلق شعورا بعدم الرضا عن الذات وعندما يتم الاحتفاء الجماهيري بالمحتوى التافه يكون هناك اهتمام أقل بالمصادر الموثوقة والمعلومات الدقيقة، وتنتعش ظاهرة تداول الشائعات والأخبار المضللة بسهولة، مما يؤدي إلى انتشار الأفكار الخاطئة وتشويه الحقائق وهذا بدوره يؤدي إلى التشتيت وفقدان الانتباه والتركيز، شخصيا أعتقد أنه للتغلب على ظاهرة ترميز التافهين وتحسين جودة المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، يجب على الأفراد والمستخدمين المشاركة في المحتوى الجاد والمفيد ويجب أن نكون حريصين على تحليل وتقييم المحتوى قبل المشاركة فيه، وأن نتعاون معا في تعزيز الثقافة الرقمية الإيجابية ونشر المعرفة الحقيقية.

كما يتطلب التغلب على هذه المشكلة جهودا مشتركة من المستخدمين والصانعين للمحتوى لتعزيز المحتوى الجاد والمفيد على الإنترنت، شخصيا أعتقد أن ترميز التافهين بمثابة تكتيك هجومي وهو جزء لا يتجزأ من إستراتيجية الحرب الإلكترونية الحديثة..!

لذا يتطلب حملات توعية للناس حول تأثيرات المحتوى الهابط وتعزيز القيم الأخلاقية والأخلاق الاجتماعية وتشجيع النقد البناء والتعلم من الآخرين بدلا من الانتقاد السلبي والتنميط.