يقول الخبر: استقطبت الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن» خلال الربع الثاني لعام 2023 استثمارات جديدة من القطاع الخاص بلغت 2.77 مليار ريال بارتفاع نسبته 23% مقارنة بالفترة المماثلة من عام 2022 التي سجلت 2.26 مليار ريال.
وقبل أن أبدأ بالتعليق على هذه الأرقام أود أن أشير إلى أن «مدن» هي الشريك الأول للمنظومة الصناعية بالشراكة مع القطاع الخاص، تماشيا مع مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للصناعة بتحول الصناعة السعودية إلى قوة تنافسية ومتنامية تساهم في تأمين سلاسل الإمداد وتصدر منتجاتها إلى دول العالم.
ويبرهن هذا النمو على مدى قدرة الاقتصاد السعودي على جذب المزيد من الاستثمارات العالمية والإقليمية في مختلف القطاعات والمجالات، ومن هذه القطاعات يأتي القطاع الصناعي على رأس القطاعات الجاذبة، وعليه فإن «مدن» تقوم بجهود ملحوظة في توفير المناخ المناسب أمام الاستثمارات الصناعية الجديدة، وذلك من خلال العديد من المزايا والخدمات التي تخصصها «مدن» للقطاع الصناعي.
وبحسب البيانات المعلنة، سجل حجم الاستثمار الأجنبي في المدن الصناعية ارتفاعا يصل إلى 1.226 مصنعا من 67 دولة أبرزها مصر، والأردن، والهند، والولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وتتركز في عدد من الأنشطة الصناعية الرئيسة، مثل: صناعة المنتجات المعدنية المشكلة، وصناعة منتجات المطاط واللدائن، ومنتجات المعادن اللافلزية الأخرى، وكذلك الصناعة الكيماوية ومنتجاتها، وتصنيع المنتجات الغذائية.
وطورت «مدن» الممكنات النوعية لجذب الاستثمارات الإقليمية والعالمية مما ساهم في زيادة إجمالي عدد المصانع الجاهزة لتصل إلى 1.263 وحدة، كما ارتفعت المساحات الصناعية المخصصة بنسبة 100%، وسجل إجمالي العقود اللوجستية 234 عقدا... وتتناغم هذه الأرقام مع التطورات الكبيرة التي يشهدها القطاع الصناعي في المملكة في ضوء البرامج الوطنية الطموحة المنبثقة من رؤية السعودية 2030.
ومن المنتظر أن تنجح «مدن» خلال السنوات القليلة المقبلة في تعزيز حجم الاستثمارات الصناعية، وتحفيز القطاع الصناعي على الاستثمار في مجالات صناعية جديدة ونوعية، كما أن المدن الصناعية السعودية التي تحتضنها «مدن» ستشكل خلال المرحلة المقبلة علامة فارقة على صعيد جذب الاستثمارات الصناعية وتوفير فرص العمل... وزيادة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي.
وتمتلك السعودية كافة الركائز التي تدعم حيوية ونجاح الاستثمارات الصناعية، فعلى سبيل المثال المملكة تتميز بالموقع الجغرافي الذي يربط القارات الثلاث (آسيا وأفريقيا وأوروبا)، كما أنها تتميز بالقوة الاقتصادية والاستثمارية، ووفرة المدن الصناعية المهيأة للاستثمارات الصناعية، هذا بالإضافة إلى دعم رؤية 2030 وبرامجها الوطنية المنبثقة منها للقطاع الصناعي بشكل قوي وملحوظ.
ختاما... تسعى «مدن» لأن تكون وجهة استثمارية جاذبة ومحفزة، من خلال حرصها على تقديم الممكنات الصناعية من منتجات وخدمات وحلول تمويلية للمستثمرين، لتشجيع الاستثمارات التي من شأنها أن تنوع وتعزز القدرة التنافسية للمملكة، كما تحرص مدن على تقديم الدعم الكامل للشركاء الصناعيين والمستثمرين، بهدف توطين الأنشطة الصناعية، والإسهام في تعزيز نمو المهارات والكفاءات الوطنية.
@shujaa_albogmi