سالم اليامي يكتب:

القارة الأفريقية حالها وأحوالها السياسية، والأمنية، وإلى حد ما الاجتماعية لا تسر عدوا ولا حبيبا. الاحتراب الآن في السودان يدخل شهره الرابع دون بارقة أمل حقيقة توقف القتل المجاني للناس بشكل يومي، وأكبر التطلعات تفاؤلا لا تعول على أكثر من هدنة محدودة، أو وقف مؤقت لإطلاق النار، ويبقى الحديث عن وقف دائم للصراع، والبحث عن حلول سلمية، والانخراط في مصالحات سياسية أمرا بعيد المنال، مع شديد الأسف. التوتر السياسي والأمني ليس في السودان وحده فهناك أنباء غير مؤكدة عن نشوب قلاقل، وصراعات مناطقية، وعرقية في غير قطر أفريقي، وفي الصومال البلد الذي لم يعرف الاستقرار خلال العقود القليلة الماضية أعلن بتاريخ ٢١ يونيو ٢٠٢٣ أن قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي بدأت بسحب قواتها من الصومال على اعتبار أن الجيش الصومالي سيتسلم القواعد العسكرية التي كانت تدار بقوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام هناك، ورشح عن الأخبار المتواترة عن هذا الأمر أن قوات الجيش الصومالي ستستلم كل المواقع التي كانت تشغلها قوات حفظ السلام الأفريقية بحلول العام ٢٠٢٤. نشوء هذه القوات جاء بناء على مناكفات إقليمية وعلاقات تحد وتنافس إقليمي بين دول تحاول، أو حاولت أن تكيف، وربما توجه القرار الصومالي. قوات حفظ السلام الأفريقية تكونت في مطلع العام ٢٠٠٧م بموجب قرار أممي صدر في حينها عن مجلس الأمن الدولي، بهدف دعم الجهود الصومالية الساعية لخلق نوع من الاستقرار والأمن في البلاد، حيث تتألف هذه القوات من مجاميع عسكرية من عدد من دول الاتحاد الأفريقي مثل كينيا وأوغندا وبروندي والصومال وأثيوبيا وجنوب السودان. ونقلت بعض المصادر أن السودان شارك في أوقات معينة بقوات عسكرية في هذه القوة. المهمة الأساسية لهذه القوة هي دعم جهود الدولة الصومالية في مكافحة الإرهاب وتطهير المناطق الخطرة من التنظيمات المسلحة، وتأمين الحماية للمدنيين وللمؤسسات الحكومية، والأممية، والدولية. ولها مهمة فرعية تتمثل في تدريب القوات الصومالية على الدفاع عن نفسها وتأمين المناطق الخطرة والحساسة. تقول التقديرات الأولية إن هذه القوات عند إنشائها بلغ تعدادها ما يقرب من ٢٠ ألف جندي، واليوم هذه القوات تتأهب للرحيل من الصومال يقال إن عددها يقترب من ٣٠ ألف جندي. الأسئلة المنطقية لما يحدث في شرق أفريقيا هل حققت هذه القوات مبتغاها في الصومال. ولماذا تغادر بهذه السرعة وبهذا الشكل المفاجئ، وفي هذا التوقيت، وما احتمالات أن تتوجه إلى بلد أفريقي جديد وماذا ستقدم له. المستقبل وحده يخبرنا بكل ذلك.