رائدة السبع

في عالم مليء بالجد أحمل ابتسامتي وبعض الكتب التي اقتنيتها في آخر معرض للكتب ولن أخفيكم سرا بأن عناوين الكتب كانت تشبهني كثيرا وجدا وإلى حد كبير من كتاب مملكة الضحك والسبيل إلى السعادة والمخ السعيد وانتهاء بكتاب الذكاء المرح وبعض البطاقات ذات الجمل التحفيزية للويز هاي، أمضي في طريقي لبدء «ساعة بهجة» أرى كثيرا من الوجوه من المتصلبين بالجدية وتخطر لي فكرة ماذا لو كانت لدي عصا سحرية أشير بها على كل شخص واجم وأجعله يبتسم ! وأكمل الطريق إلى حيث وجدت روحها شغفها المكان السري جدا.

الذي أكون فيه كما أنا رائدة المرحة والتي تعلم جيدا أن الحياة مليئة بالتحديات لكنها تثق بقدرتها على تحويلها إلى نجاحات وفرص عظيمة..

كان قرار إطلاق مشروع «ساعة بهجة» قديما وقد أكون تأخرت ولكن أن تصل متأخرا بابتسامتك خيرا من ألا تصل..

كانت فكرة الترويج للسعادة والفرح تراودني كثيرا لأنني شخصيا استفدت كثيرا من هذه الفكرة وهذا ما دعاني للتفكير لماذا لا أبدأ في مشاركة هذه الهبة وأخبر الناس عن هذا السر العظيم والسعادة الكبرى التي قمت بتجربتها على مدى سنوات طويلة، قد يكون هناك أحد الأشخاص الذين تهاونوا في فهم مشاعرهم وأهملوا صوت أرواحهم لا يعلمون بعد عن أهمية الضحك والبهجة..

الضحك وسيلة تواصل، بل هو لغة مشتركة لا تنفصل عن تكوين المجتمع، ولطالما دافعت عن الابتسام والمبتسمين وهاجمت «التكشير والمكشرين»..

شخصيا أؤمن بأن يوما يخلو من الضحك لا يحسب من الحياة، فالضحك ضرورة كالأكل والشرب..

الفرنسي هنري برجسون يرى أن الضحك هو الاستثناء البشري وقدرتنا على إدراك المأساة كإعادة تدوير للهموم..

في ساعة بهجة نحن نتعلم كيف أن الضحك أجمل تجربة بشرية للتداوي والتعافي وكيف أن للضحك فوائد كثيرة كإزالة القلق وتخفيف نوبات الاكتئاب والمساعدة في حرق السعرات الحرارية.

أيضا للضحك تأثير على الألم لأنه وأثناء الضحك يعمل هرمون الاندروفين أو المواد الأفيونية الطبيعية وتكون أكثر بكثير من كميات المورفين المتعارف عليه.

‏حكى الصحفي والكاتب الأمريكي نورمان كوزينز في كتابه «تشريح المرض»، عن كيفية شفائه من مرض أقعده عن الحركة واسترداده لصحته وعودته للحياة الطبيعية وكان الضحك هو الدواء الرئيسي الذي اعتمد عليه «كوزينز» فقد رأى أن الجدية وأسلوبه الصارم هو الذي عجل من مرضه وأنه يمكن أن يعود إلى حياته الطبيعية فقد قام بمتابعة أفلام أخوات ماركس وشاهد الكثير من برامج الكاميرا الخفية. نعم الضحك عافية وليس لدي شك في هذا..

أيضا الضحك يعزز مناعة الجسم وكانت تجربتي الشخصية في أنني شخص لا يمرض أبدا سببا في استمراري في الدفاع عن الضحك والابتعاد عن الجدية المفرطة حتى جاءت الدراسة من المايو كلينك في يوليو 2021 وأثبتت صحة هذا الكلام.. ولجميع المصابين بالأرق أزف لكم بشرى بأن الضحك يحسن من جودة النوم وهذا ما أثبتته الدراسات..

الضحك معد وهو أحد أهم الركائز في العلاقات البشرية لأننا كبشر تجمعنا العاطفة ومن الطبيعي أن أفضل البقاء مع شخص استأنس بصحبته ونتبادل الضحكات بدلا من صحبة الثقلاء...

في «يوغا الضحك»

نحن نعلم جيدا أن الضحك وسيلة تجعل حياتنا أكثر سهولة وستكون لدينا القدرة على الضحك بدون سبب مقنع..

ولأن عدد حروف المقال قاربت نهايتها أذكركم بمقولة ونستون تشرشل: أعتقد أنك لا تستطيع أن تتعامل مع أكثر الأمور خطورة وأهمية في العالم إذا لم تفهم أكثرها مرحا وإثارة...

والسؤال الأهم هل تذكر آخر مرة ضحكت فيها من كل قلبك؟

@raedaahmedrr