دعا تقرير اقتصادي إلى إعادة النظر في توجهات الاستثمار للفترة المتبقية من العام الحالي، ومتابعة 5 توجهات استثمارية، منوها بحدوث كثير من التغييرات منذ بداية العام، في حين ن بعض الأحداث والتوجهات الكبرى لا تزال مستقرة.
وذكر التقرير أن سوق السندات أكثر إشراقاً إذ عزّزت السندات مكانتها كخيار رئيسي للمستثمرين بين جميع الخيارات الاستثمارية ذات المخاطر المنخفضة.
سندات الادخار
أضاف: تحظى سندات الادخار مثل السندات الحكومية الأمريكية من نوع سلسلة I بقوة كبيرة، وفي أبريل 2022، بلغت عائدات السندات من نوع سلسلة I مستوى تاريخياً عالياً بلغ 9.62%، إذ اشترى المستثمرون ما يقارب 979 مليون دولار من السندات في آخر يوم للشراء في 28 أكتوبر.
وتابع: يعمل مجلس الاحتياطي الفيدرالي على مكافحة التضخم والحفاظ على استقرار الاقتصاد وسوق العمل ومن المرجح أن يستمر هذا التوجه خلال بقية عام 2023.
وأشار إلى أن في مثل هذا البيئة، تظل السندات الحكومية والأوراق المالية المدعومة بالأصول والسندات عالية العائد وديون الأسواق الناشئة خيارات استثمارية جيدة لذلك، يُفضل النظر في استثمار الأموال في السندات لبقية عام 2023.
الذكاء الاصطناعي
وأفاد بأن التوجه الثاني هو: الذكاء الاصطناعي، إذ أصبح تشات جي بي تي أسرع تطبيق يحقق مليون مستخدم. وتقترب إنفيديا من الوصول إلى عتبة التريليون دولار في تقييم السوق.
ولفت إلى أن العنصر المشترك بين هاتين الشركتين هو الذكاء الاصطناعي، متوقعا أن تشهد استثمارات الذكاء الاصطناعي نمواً كبيراً إذ يتم التعامل مع الذكاء الاصطناعي على أنه الرائد الجديد في قطاع التكنولوجيا.
وتتوقع الشركة الدولية لبيانات السوق، أن تصل إيرادات السوق العالمية للذكاء الاصطناعي إلى 900 مليار دولار بحلول عام 2026، وهذا يعني وجود فرصة جيدة لعائدٍ استثماري مربح. إذا كنت مستثمراً في مجال التجزئة، فكر في استثمار أموالك في صناديق المؤشر المرتبطة بالتكنولوجيا للدخول إلى عالم أسهم الذكاء الاصطناعي.
وتظل أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى مثل آبل ومايكروسوفت وجوجل وميتا خياراً جيداً أيضاً، إذ تواصل هذه الشركات استثماراتها في مجال الذكاء الاصطناعي وهي تتفوق على الشركات الجديدة في مجال الذكاء الاصطناعي بسبب وجود قاعدة مالية أقوى.
أسهم الصين
وأوضح أن التوجه الثالث: أسهم الصين، التي تتعافي، لكن الحذر مطلوب من المستثمرين، مشيرا إلى أن بعد سنوات من فرض إجراءات الإغلاق الصارمة من قبل الدولة، بدأت الصين في فتح أبوابها واقتصادها.
وبحسب التقرير، زاد الناتج المحلي الإجمالي الصيني بنسبة 4.5% في الربع الأول لكن المستثمرين اتبعوا نهجاً حذراً. وهناك سببان رئيسيان لذلك، الأول هو أن التعافي لم يكن قوياً كما كان متوقعاً في السابق، والثاني هو وجود شكوك حول الاستدامة وعدم الاستقرار الأساسي في الاقتصاد. كانت العلاقة بين الولايات المتحدة والصين هشة. لذلك، على الرغم من أن أسهم الشركات الصينية تظل خياراً جيداً للاستثمار، يجب على المستثمرين التعامل معها بحذر.
ودعا المهتمين بالاستثمارات الأجنبية، التفكير في الاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيرا إلى أن من المتوقع أن تحقق المنطقة نمواً بنسبة 3.5%، بينما تبلغ النسبة العالمية 1.9%.
سوق النفط
ولفت إلى أن التوجه الرابع في سوق النفط، إذ يظل غير متوقع كالمعتاد، على الأقل على المدى الطويل، فيما شهد هذا السوق في عام 2022 تقلبات عنيفة بسبب عوامل رئيسية مثل قيود الإغلاق بسبب الجائحة والحرب الروسية الأوكرانية، وفي النصف الأول من عام 2022، كان سعر النفط مستقراً إلى حد ما، في حين أصبح أكثر اضطراباً في النصف الثاني.
ومن المتوقع أن تستمر أسعار النفط فوق 70 دولاراً خلال بقية عام 2023. ويعتمد ذلك بشكل أساسي على ضوابط الإنتاج التي تقودها أوبك، وكيف يتفاعل الفيدرالي مع ضغوط التضخم وأسعار الفائدة المقابلة. وإذا سارت هذه الأمور حسب الخطط والتوقعات، فإن الفرص لا تزال قائمة في تداول النفط.
بالإضافة إلى النفط، تقدم الطاقة النظيفة فرصة مربحة أخرى للمستثمرين. حيث تتسارع الاستثمارات في الطاقة النظيفة بشكل أسرع من الوقود الأحفوري ومن المتوقع أن تظل كذلك.
سوق الصرف الأجنبي
وذكر أن التوجه الخامس، هو سوق الصرف الأجنبي، (الفوركس)، إذ يعتبر الين والجنيه الإسترليني عملتين رئيسيتين يتم إقترانهما مع الدولار، مشيرا إلى أن توقعات الين تتجه نحو الصعود بعد أداء هابط في عام 2022.
وتابع: اتخذ بنك اليابان عدة مواقف تدعم موقف العملة بالمقابل، يبقى الجنيه الإسترليني تحت الضغط، بناءً على اتجاهات عام 2022، وتواصل الأسواق تسعير الجنيه الإسترليني كعملة ذات أداء ضعيف، وسيستمر ذلك لبقية عام 2023.
وتوقع أن يهبط زوج الجنيه الإسترليني/الدولار إلى 1.15 نحو نهاية عام 2023 من مستوى 1.20 الذي تم التوصل إليه في مارس 2023، ومن المتوقع أن ترتفع عملة أوروبا الأخرى، اليورو، في عام 2023 نظراً لانخفاض أسعار الغاز وتحسن زخم النمو.
وقال الرئيس التنفيذي لساكسو بنك الشرق الأوسط وشمال أفريقيا داميان هيتشن، في التقرير: على الرغم من أن هذه التوجهات تقدم نظرة ثاقبة، يجب على المستثمرين إجراء البحوث والتحليلات الشاملة قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية للتنقل في المشهد الاقتصادي العالمي المتغير باستمرار.