في الغرب لديهم مصطلح عجيب ومثير للفضول لدى الكثيرين حيث يتكون ذلك المصطلح من كلمتين الكلمة الثانية هي التي تثير الفضول غالبا، وربما هي التي تجعل البعض يبتسم. وهي كلمة البيجاما، والمعروف أن البيجاما هي الرداء الذي يستخدم عادة لأوقات النوم، وأوقات الراحة في المنزل بعيدا عن رسميات اللباس والحركة، والطعام، والشراب. دبلوماسية البيجاما مصطلح بدأ استخدامه في الأدبيات الدبلوماسية في ستينيات القرن الماضي إبان الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين الاتحاد السوفيتي السابق. وبرز هذا المصطلح عندما اقترح بعض الدبلوماسيين أن تتم اللقاءات التي تناقش فيها الأمور الدبلوماسية في أماكن غير تقليدية، مثل قاعات العمل في الوزارات والمباني الحكومية، وبعيدا أيضا عن كاميرات وسائل الإعلام وعدسات المصورين. وكانت الاجتماعات الأولى قد تمت في منازل بعض الدبلوماسيين، وكان يختار توقيت عادي لتلك الاجتماعات لا يلفت الأنظار مثل وقت الظهيرة حيث تكون الحركة طبيعية وعادة ما يتناول الناس في هذه الأوقات وجبة الغداء، واستمرت هذه الوتيرة وأصبحت اجتماعات أخرى تتم في بعض المطاعم العامة وبلباس عادي غير اللباس الرسمي الذي يلتزم به عادة الموظفون في حقل الدبلوماسية، والعلاقات الدولية، هذا النوع من الدبلوماسية أثبت نجاحه في حالات معينة ولم تبرز نتائج الحوارات والنقاشات السياسية إلا بعد الحصول على نتائج مرضية يمكن أن تقدم لصناع القرار على أنها إنجاز، ونجاح ملموس. وفي ذات الوقت يرى بعض منظري الدبلوماسية وكتاب العلاقات الدولية أن دبلوماسية البيجاما لا تحقق النجاح ذاته في كل أنواع المفاوضات، ويتخوف البعض من تعميم هذا الأسلوب، أو الإكثار من استخدامه لأنه في رأيهم قد يؤثر سلبا على النسق العام للدبلوماسية ومظاهرها العامة مثل الأماكن، واللباس، والانضباط. في الغرب يرون أن هذا الأسلوب مهم، ومفيد في القمم واللقاءات الكبيرة حيث يكون جمع كبير من ممثلي الدول في مكان واحد ويكون بينهم تواصل سريع بهدف تحقيق عمل، أو الاتفاق على أمر ما فيلجأون لدبلوماسية البيجاما كونه خيارا مفضلا في مثل هذه الحالات حيث قد نجد ممثلي دولتين يتبادلون الآراء في مقر أحدهم وبملابس عادية وبدون المظاهر التقليدية. في القمم الخليجية والتي تمتد لأكثر من يوم يكون هناك زيارات بين رؤساء الوفود في الأجنحة والمقرات الخاصة ويغلب على هذه اللقاءات الودية وبالتأكيد ينجز فيها عمل مفيد للجميع، ويلاحظ تخفف المسئولين الخليجيين في هذه اللقاءات من المشالح والاكتفاء بالثياب العادية فيما يمكن أن نسميه بدبلوماسية الدشداشة.