اهتمت صحف ومواقع دولية بقمة جدة للسلام في المملكة العربية السعودية، والطامحة إلى التهدئة في أوكرانيا، بعدما دخلت الدولة في حرب مع جارتها روسيا منذ فبراير 2022.
وأجرى مسؤولون كبار من حوالي 40 دولة بما في ذلك الولايات المتحدة والصين والهند محادثات في المملكة. وتأمل كييف وحلفاؤها أن تؤدي إلى اتفاق حول المبادئ الأساسية لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا سلميا.
دفعة دبلوماسية
قالت منصة يور أكتف إن الاجتماع الذي يستمر يومين هو جزء من دفعة دبلوماسية من قبل أوكرانيا لحشد دعم يتجاوز داعميها الغربيين، من خلال التواصل مع دول جنوب الكرة الأرضية التي كانت مترددة في الانحياز إلى أي طرف في صراع ضرب الاقتصاد العالمي.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يأمل في الاتفاق على مبادئ لقمة زعماء العالم، إنه سيكون من المهم إجراء محادثات ثنائية على هامش اجتماع جدة.
وفي حديثه يوم السبت، أقر بوجود خلافات بين الدول المشاركة، لكنه قال إنه يجب استعادة النظام الدولي القائم على القواعد، ولم تحضر روسيا المحادثات رغم أن الكرملين قال إنه سيراقب المحادثات.
خطة سعودية
قال مسؤول بالاتحاد الأوروبي إنه لن يكون هناك بيان مشترك بعد الاجتماع، لكن المملكة ستقدم خطة لمزيد من المحادثات مع مجموعات العمل لمناقشة قضايا مثل الأمن الغذائي العالمي والسلامة النووية وإطلاق سراح السجناء.
ووصف المسؤول المحادثات بأنها إيجابية، وقال إن هناك اتفاق على أن احترام وحدة الأراضي وسيادة أوكرانيا يجب أن يكونا في قلب أي تسوية سلمية.
دور كبير للمملكة
على الجانب الآخر، صرح دبلوماسيون غربيون أن السعودية حافظت على اتصالات مع الجانبين منذ حرب روسيا على أوكرانيا في فبراير 2022، ولعبت دورًا في عقد اجتماعات مع دول لم تنضم إلى اجتماعات سابقة.
وأوضحت السفارة الهندية في الرياض، أن مستشار الأمن القومي الهندي شري أجيت دوفال، وصل إلى جدة لإجراء المحادثات.
دول أخرى
من بين الدول الأخرى في مجموعة البريكس مع روسيا والصين والهند، أرسلت جنوب إفريقيا المستشار الأمني للرئيس سيريل رامافوزا، سيدني مفامادي، وسينضم كبير مستشاري البرازيل للسياسة الخارجية، سيلسو أموريم، عن طريق الاتصال المرئي.
وقال مسؤولون ومحللون غربيون إن الدبلوماسية السعودية تؤكد أهميتها دوماً، وتجلى ذلك بحضور الصين للمحادثات. كما تسعى تهدف رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى منح المملكة دور أكبر على الساحة العالمية، وتوسيع العلاقات مع القوى الكبرى خارج الإطار القديم لعلاقتها مع الولايات المتحدة.
حضور بارز
ركز موقع إن بي آي الأمريكي على الحاضرين لمؤتمر جدة، وكيف سيكون المؤتمر بدون الدولة التي تشن الحرب؟
وقال محللون، إنه رغم عدم حضور روسيا التي ترتبط بعلاقات جيدة بالمملكة، إلا أن المؤتمر يهدف لتحقيق المزيد من الدعم الدولي للسلام، وشهد حضورا بارزا من عدة دول، حيث أرسلت واشنطن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، وستنضم إليه فيكتوريا نولاند، التي تشغل حاليًا منصب نائب وزير الخارجية بالنيابة ما يوضح إرسال البيت الأبيض وفد رفيع المستوى.
وتأمل أمريكا فقط أن تقترب الدول من منظور الاتجاه إلى إنهاء الحرب.
تحالف عالمي
من جانبها، قالت صحيفة الجارديان البريطانية، إن أوكرانيا تهدف أولاً إلى بناء تحالف أكبر للدعم الدبلوماسي يتجاوز داعميها الغربيين الأساسيين من خلال الوصول إلى دول في جنوب الكرة الأرضية، مثل الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، والتي ظل العديد منها محايدًا علنًا.