الازدواجية في المعايير عندما تتناقض الأقوال عن الأفعال، ونحدد في هذا المقال هذه الازدواجية
نجد مَن يصلي ويقرأ القرآن، ومع ذلك يظلم، والبعض يقوم بالشعائر، ولكنه يسب، والبعض يصلي وتجده يأكل الربا، والبعض يصوم رمضان ولكنه لا يصلي، والبعض كريم ووديع خارج البيت، وفي بيته بخيل، ولا تنتهي الأمثلة التي تظهر تناقض الشخصية، وحياتنا مليئة بالتناقضات التي قد نختلف عليها، ويتفق عليها البعض، وفي حياتنا اليومية نعيش أو بعض منا يعيش بعدة شخصيات، والمتأمل في ممارسات الناس اليومية يستطيع أن يحصر ظاهرة الازدواجية في الأفعال والسلوك، ويكون ذلك بسبب ضعف الشخصية وعدم المقدرة على التوافق بين القول والفعل.
الله عز وجل يكره أن يكون كلامنا في وادٍ وأعمالنا في وادٍ آخر؛ حيث يقول الله في كتابه الكريم:
(يا أيها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون).
ومن يفعل هذا التناقض بين الأقوال والأفعال قد يكون ذا وجهين متناقضين بشخصية ازدواجية.
فالأقوال شيء والأفعال شيء آخر، ومن أبرز هذه الظواهر ما نشاهده على وسائل التواصل الاجتماعي والتناقض بين الأقوال والأفعال أصبح الآن الجميع يكتب ويتحدث ويبث مباشر. ويرسل ويغرد بأسلوب جميل وقيم أخلاقية راقية ومثالية عالية، وتكون مجرد أقوال، وصاحب الشخصية بعيد كل البعد عن الفعل المطابق لأقواله، ولا أحد يطبّق ما يقول.
بالإضافة إلى الظواهر السلبية والمرتبطة بالاستخدام المفرط لهذه المنصات والإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث بلغ عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من 3.6 مليار شخص من سكان العالم، ومن المتوقع أن يصل إلى 4.41 مليار شخص في عام 2025م.
ووفقًا للتقديرات والإحصائيات العالمية، الكثير ممن يستخدمون هذه المنصات، ويظهر الطهر والصفاء، وأنه محب للعدل والصدق، ويصدق نفسه، ويستمر في التناقض لهذه السلوكيات المنتاقضة، ويكتشف بمجرد أن يتعرض إلى قضية شخصية يتغيّر الميزان والسلوك والاتجاه.
من حالة المساواة والعدل إلى حالة اللا مساواة، والمشكلة أن حالة التناقض إذا اقترنت بأذى الآخرين لذلك نقول لهؤلاء يجب اتباع تعاليم الدين، فكيف أتقي الله وأطيعه ويتم الانكسار لله سبحانه وتعالى، وفى نفس الوقت أعصي الله، كيف أنظر إلى القرآن خشوعًا وعبادة وتلاوة، وبعدها أنظر للحرام؟
ما أريد التأكيد عليه أنه يجب أن يكون هناك تكامل للشخصية قدر الإمكان.
فلا يجوز أن يسير الواحد منا في حياته بتناقض بين الأقوال والأفعال، وتناقض في شخصيته.