مجدة العنزي

عندما تمر عليك مرحلة صعبة لا تستطيع وقتها فهم اضطراب أفكارك تصبح منهكا وتستسلم وترفع الراية أمام معاركك الداخلية التي تجعلك ضعيفا في الأمور التي من المفترض ألا تكون ضعيفا فيها.

تبدأ تشيح وجهك عن الجدالات السقيمة التي تشعر من خلالها بفجوة وعي إدراكي بينك وبينهم، بينما أنت تموضع الوعي في خصيصة من خصائص الإدراك فتنعكس بتصورات ذهنية وحوارية عميقة تجعلك تصل لعمق فكرة الوجود والعدم.

بحيث تدخل من خلال الفكرة الدماغية التي تفكر بها إلى فضاء ذهني متوسع يجعلك تؤطر بعض المواضيع والأشخاص بعملياتهم التكيفية الإدراكية.

وتظهر شخصية منسلخة تماما عما تعرفه عن نفسك.. شخصية تريد كل شيء وتهرب من كل شيء، تشعر بأن داخلك شبح يحاول أن يظهر تلك الحروب الداخلية والنفس المنبثقة من العقل.

تظهر بشخصية (ألا تقبل الغفران) وإن غفرت أنت بالضرورة مهان..

عندما تبحث عن الحق في زمن الحقيقة وكيف تكون تصوراتنا للحق ونموضعها وننقلها من العقل إلى شيء موجود ومحسوس بشكل منطقي وبدهي لكي تصبح ركيزة دماغية ثابتة.

ومن هذا الجانب لفتني رأي الفيلسوف (ديكارت) في معيار البداهة العقلية لإثبات الحقيقة بأن الأحكام الحقة لا تكون كذلك إلا إذا تمثلت للعقل بكل وضوح وتميز ولا تدع أي مجال للشك، وأيضا الفيلسوف (اسبينوزا) يقول إن الحقيقة معيار ذاتها فهي تظهر بذاتها مثل النور ولا تحتاج إلى ما يكتشفها أو يؤكدها، وأميل شخصيا إلى رأي اسبينوزا لأنه عندما تكون تصوراتنا التقليدية للحقيقة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالعقلانية التجريبية فنحن هنا نشكك في قدرة العقل على بلوغ الحقيقة من خلال الوهم (اللاحقيقة).

فالعقل لابد أن يتحرر من المألوف والمعتاد حتى يصل إلى مرحلة فهم الأشياء وتحليلها لكي يعطينا منظورا أكثر شمولية لسلوك وأفعال الشخصيات حولنا من خلال حوارات وإسقاطات مكثفة تعمل كميكانيزم للدماغ.

حيث إن تصوراتنا المنطقية عن دهاليز البشر سطحية جدا اكتسبناها سياقا ولن نستوعب الماهيات الصورية العقلية لهم حتى نصل إلى القدرة على تحليل جوهر الأشياء والإيمان بالحدس والتأملات الباطنية الفردية في العالم الميتافيزيقي، في عالم يعمل على استخدام عقول البشر كأداة للوصول إلى هدف وغاية عن طريق نمذجة الأشياء بتراكمات ذهنية منمذجة تتعود عليها أدمغتنا.