وليد الأحمد يكتب:@woahmed1

- الاعتماد على المنصات الاجتماعية في التواصل مع الجمهور محفوف بالمخاطر. وكلما زاد الاعتماد على منصة معينة كوسيلة في الخطاب، زاد حجم الخطر.

هذه حقيقة ليست جديدة، بل هي قائمة منذ بدأت الجهات والشخصيات الحكومية الإفراط في الاعتماد على المنصات الاجتماعية بشكل يفوق اعتمادها على مواقعها الرسمية على الإنترنت، لكن الجديد هو تضاعف هذه التحديات منذ استحواذ الون ماسك على منصة تويتر سابقاً منصة (X) حالياً، بسبب سرعة التغيرات والمفاجآت المربكة التي يواظب على إعلانها ابتداءً بسهولة توثيق الحسابات المزيفة، وارتفاع نسبة الخداع، وما صاحبها من فوضى انتحال هوية الشركات الموثوقة، وسرقة المستخدمين، مرورًا بتزايد الحملات المضللة وقلة عدد الموظفين وانتهاءً بتغيير اسم ورسم المنصة بين عشية وضحاها.

- ربما يفسّر هذا إقدام هيئة البث العامة الأسترالية Australian Broadcasting Corp (ABC) على إغلاق حساباتها على تويتر مستشهدة بـ «التفاعلات السامة» والأثر السلبي البالغ؛ جراء التفاعل مع محتوى ABC على تويتر، مقارنة بمنصات التواصل الاجتماعي الأخرى الأقل في التفاعل، مشيرة إلى أن إغلاق حسابات البرامج التابعة للهيئة يساعد في الحد من تعرض أعضاء الفريق أيضًا للتفاعلات السامة التي أصبحت للأسف أكثر انتشارًا على تويتر أو X. لذا غادر العديد من صحفيي ABC البارزين موقع Twitter بعد تعرضهم لسوء المعاملة، بما في ذلك مذيعة برنامج News Breakfast ليزا ميلار ومضيفة القصة الأسترالية Leigh Sales.

- رد «ماسك» على خطوة الهيئة الأسترالية، بتوجيه التهم دون منطق: «بالطبع هم يفضلون وسائل التواصل الاجتماعي التي توافق على الرقابة. الجمهور الأسترالي لا يفضل ذلك».

- ورأيي أن الردود الموجهة وفوضى الإعلانات، هي معالم لا تخطئها العين لتراجع أداء تويتر وتراجع الثقة في إجراءاتها، بعدما فرقت السلامة وسرّحت الموظفين؛ ما يعزز القناعة في ضرورة تنويع وسائل التواصل مع الجمهور وتقليل الاعتماد عليها باتباع ما يشبه «الحمية» أو «الرجيم» على أن يكون البديل هو القناة الرئيسية دائمًا هي القنوات الرقمية التي تملكها المنشأة.