يخشى الكثيرون على مستقبلهم ووظائفهم في ضوء فورة الذكاء الاصطناعي، وهو ما تعرض له خبراء بالشرح، قائلين إن الذكاء ربما سيؤثر على عدد من المجالات لكن لن يكون له هذا الأثر المرعب المتوقع، لأنه رغم تطوره فهو وليد صناعة الإنسان على أي حال، ويفتقد إلى الابتكار والاستجابة السريعة، كما قدموا نصائح لمواكبة العصر الجديد خلال السنوات المقبلة تساعدك في التصدي لسرقة الذكاء الاصطناعي لوظيفتك، وفق ما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية، في الموضوع الذي ترجمت اليوم أبرز ما جاء فيه.
قالت الصحيفة، التي استطلعت آراء الخبراء والمديرين، إنه بالعودة إلى تجارب سابقة، لم تلغ الأتمتة والعمل الآلي بالروبوتات في الشركات والمصانع وجود العمال والموظفين، بل زادت من تفوق بعضهم وقللت من وجود البعض الآخر، وما فعلته في الواقع يمكن وصفه بـتبديل الأدوار.
كما ظهرت كثير من الروبوتات تعمل أعمال البشر اليدوية في الاستخدامات المنزلية، فبينما فضلها القلة من الناس. مازال المعظم يعتمدون على أنفسهم أو يستقدمون مساعدين في المنازل، لأن سرعة الاستجابة عامل حاسم لصالح البشر، لكن ذلك لا يعني عدم وجود تأثير، فهو موجود ولا إنكاره، كما لا يمكن إنكار القلق منه.
وذكرت الصحيفة، أنه في كل تحول تكنولوجي، يتم خلق وظائف، وتدمير أخرى، وهذا الحال هو الذي يجري وسيجري في ضوء الذكاء الاصطناعي على الأقل في طوره الحالي، والذي يستخدم مجموعات بيانات لغة لإنشاء نصوص وصوت وفيديو، وربما يكون المدهش هو نوع الوظائف التي ستوجد.
ما الوظائف الأكثر ازدهاراً في عصر الذكاء الاصطناعي؟
يظهر أن الأدوار الجديدة الأكثر وضوحًا هي للذين لديهم مهارات الترميز والتطوير للمساعدة في بناء نماذج الذكاء الاصطناعي أو تكييفها لأغراض معينة، كما تسعى الحكومات بنشاط إلى متابعة الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي وتحاول تقديم الدعم لها، وهذه الأدوار ليست كلها لمتخصصين في الذكاء الاصطناعي، لكن لكل من يستطيع تسخير الذكاء الاصطناعي لتطوير عمله الحالي كذلك.
فهناك شركات ناشئة لتخصيص الذكاء الاصطناعي، مثل ChatGPT، ترى أهمية في وجود العامل البشري الحاسم، ودعمه بأدوات الذكاء الاصطناعي، مثل خدمة العملاء لصناعات معينة، أو حتى مساعدي مبيعات عبر الإنترنت.
المهن الإبداعية
ذكر الخبراء أيضاً أن المهن الإبداعية لن يستطيع الذكاء الاصطناعي المنافسة فيها، فهي حكر على البشر، لكنه قد يساهم في مساعدة أصحاب هذه المهن، في إنتاجية أعمالهم.
كما أن خطر الذكاء الاصطناعي، يتمثل في أنه يقدم معلومات مختلقة وحقائق زائفة غير صحيحة، تستوجب تدخل بشري للتصحيح.
إعطاء تعليمات للذكاء الاصطناعي
ترى الدكتورة كايتلين بنتلي، المحاضرة في علوم الذكاء الاصطناعي في كينجز كوليدج لندن، أن المهن الجديدة المتمثلة في التحفيز، وإعطاء تعليمات دقيقة جدًا للذكاء الاصطناعي للحصول على مخرجات ذات جودة أفضل، قد تكون تشهد رواجاً كبيراً هي وعلوم البرمجة. وأضافت نحتاج إلى تحسين مهارات التحقيق والكتابة والبحث والشرح والتعلم والترجمة.
كيف تستخدم الذكاء الاصطناعي بذكاء؟
يعتقد أليسون جاو، الناشر والخبير الرقمي، أن أفضل احتمالات استخدام الذكاء على المدى الطويل هي استعمال التكنولوجيا لتعزيز أو تغيير الأدوار الحالية، مع تولي مهام القيادة والتعامل مع الذكاء الاصطناعي كمساعد لك.
ومن المهم تحفيز مناطق العمل الإبداعية في كافة المجالات. فلن يكون دور الذكاء في الغالب إلا دور الوسيط، لذا، سيعمل الناس مع هذا الذكاء للانتفاع منه، وهنا تبرز الحاجة لتدريب العاملين.
كما سيكون الذكاء عامل أساسي لزيادة الإنناجية، ولهذا يجب على الكثيرين تعلم كيفية استغلاله بشكل يعظم ربحيتهم. ويحتاج الناس إلى تطوير أنفسهم وعدم الاكتفاء بأدواتهم الحالية.