عبدالله العزمان

- يعجبني المرء، الذي يسعى إلى خدمة الآخرين، بل ويعجبني أكثر عندما يبادر بتقديم خدماته، فيقول لك كيف لي أن أخدمك، أو هل أقدر على مساعدتك، أناس راقية برقي أخلاقهم، وطيب قلوبهم، يقول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام: (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله- عز وجل- سرور يدخله على مسلم، أو يكشف عنه كربة، أو يقضي عنه دينًا، أو يطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ لي في حاجةٍ أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد، يعني مسجد المدينة شهرا).

- ويعجبني كذلك، من يرسم البسمة على شفاه الناس، كما في الحديث، فهموم الحياة كثيرة، وأعباؤها أكثر، ويأتيك من يفرج عليك همّك بكلمة طيبة، أو عبارة جميلة، أو موقف طريف، نعم هو يعجبني كثيرًا.

- ويعجبني أيضًا، من يسارع في نجدة أخيه، ويفرج عنه كربته، فتجده رغم أنه قليل ذات اليد، ومع هذا، يطلب المال من أهل الخير، ليس لنفسه، بل ليفرج به عن فقير محتاج، أو أرملة تعول أيتامًا، أو سجين حبسه دين لم يؤده.

- ويعجبني ذلك الشخص الإيجابي، الذي ينظر إلى الأمور من جانبها الجميل، فهو كما يقال كالنحلة التي لا تقع إلا على أجمل الأزهار والورود، دائم التفاؤل، تستمتع معه، باللحظة التي تعيشها، لا يدقق فيتعب ويُتعب من حوله، يفتقد إذا غاب، ويسعد إذا حضر، فهو كحامل المسك، الذي إما أن يحذقك وإما أن تشتري منه أو أن تجد منه ريحًا طيبة.

- ويعجبني الرجل، الذي يقدر زوجته، ويضع لها مكانا كبيرا في حياته، لأنها سر نجاح الأسرة الأول، وعمود البيت الذي يقوم عليه، لذا تجده يتفقدها، ويسمعها أعذب الكلمات، ويضع لها قدرا كبيرا عند أبنائها، يقول الكاتب علي الفيفي في كتابه إلى الظل، في قصة موسى عليه الصلاة والسلام، وهو عائد من مدين، في قوله تعالى: (قال لأهله امكثوا)، عبَّر عن الزوجة بلفظ الأهل الذي يدل على الكثرة مع أنها واحدة، ثم جاءت صيغة الفعل للجمع تأكيدا لمعنى التكثير، وكأن الزوجة تعني لدى زوجها الكثير، وأن زوجة موسى عنده لم تكن في خانة المفرد، بل المجموعة، وتعجبني هي كذلك، عندما، تهتم بشريك حياتها، فتستشيره، وتأخذ برأيه، وتحترمه، وتحفظ له مكانته.

- ولا شك في أن هناك أناسا آخرين كثيرين، يعجبونني ويعجبونكم كذلك، ولكن يصعب علينا أن نستعرضهم في مقال واحد، فهنيئا لمن كان منهم، أو حظي بمرافقتهم، ويا لروعة هذه النفوس العظيمة، ويا لمكانتها عند رب العالمين.

- قال إيليا أبو ماضي:

- قال: الليالي جرّعتني علقمًا قلت: ابتسم ولئن جرعت العلم.

- فلعل غيرك إن رآك مترنما طرح الكآبة جانبا وترنما أتراك تغنم بالتبرم درهما.