عبدالله الغنام

- تمتلك المملكة العربية السعودية مخزونا هائلا من الطاقة غير النفطية، وهي طاقة لها قوتها وحيويتها، وستظل تسري في عروقها لسنوات وعقود مديدة ألا وهي الطاقة البشرية الشبابية.

- وبحسب الإحصائية الرسمية لعام (2022م) تبلغ نسبة الشباب في المملكة والذين تقل أعمارهم عن (35) سنة (63.2%) أي أن المستقبل يقوده اليوم وغدا وبعد غد الشباب، وتلك ميزة يمكن الاستفادة منها، والاستثمار فيها حيث نتائجها مضمونة وفعالة خصوصا أننا نملك رؤية (2030) وأهدافها.

- وحديثنا عن هذا الموضوع بمناسبة أن يوم (12) من شهر أغسطس الحالي يوافق (اليوم الدولي للشباب). ويأتي الشعار الرئيسي لهذا العام تحت عنوان: «تنمية مهارات الشباب المناسبة للاقتصاد الأخضر من أجل عالم مستدام». ولأن العالم متجه بقوة نحو الاقتصاد الأخضر، والطاقة النظيفة، وعالم مستدام وصديق للبيئة للاستجابة لأزمة المناخ العالمية، فقد أطلقت السعودية في هذا الشأن مبادرتين الأولى: (السعودية الخضراء)، والثانية: (الشرق الأوسط الأخضر)، وقد سبق الحديث عنهما في مقال سابق.

- وأما من ناحية الأرقام وبحسب هيئة الأمم فقد ذكرت أنه: «من المتوقع أن يخلق الاقتصاد الأخضر حوالي (8.4 مليون) وظيفة للشباب بحلول عام (2030) إن الشباب بحاجة إلى تنمية المهارات المناسبة، والتأقلم مع هذه البيئة المتغيرة».

- وهذه الفترة العمرية لها روحها وجاذبيتها، فيحن لها الشيخ، ويتغنى بها الشاعر. فها هو أبو العتاهية يردد ويقول: بكيت على الشباب بدمع عيني... فلم يغن البكاء ولا النحيب. فيا ليت الشباب يعود يوما... فأخبره بما صنع المشيب! وهذان البيتان يؤكدان على أن مسألة التوظيف المبكر للحماس والقوة والنشاط، وكذلك اختيار المسار الصحيح يؤتيان ثمارهما بعد حين، وفي المقابل، هي أيضا تقلل من الندم والحسرة على ما فات.

- والشباب بصفة عامة يحب الاندفاع، ويكره كثرة النصائح وتكرارها! ولكن العاقل من اتعظ بغيره، وتعلم ممن سبق، فالحياة خبرة وتجارب، والخبرة تُشترى بماء الذهب!

- ومن الجانب المشرق والمشرّف أننا نرى نماذج من شبابنا بين الحين والآخر يتسابق في ميادين العلم والعمل، وفي البحث والتطوير، وهذه المجالات مهمة نحو المنافسة الإقليمية والدولية في عالم التقنية الحديثة والاتصالات والعلوم الطبيعية بمختلف التخصصات.

- ولا يخفى على أحد أن شباب اليوم هم القادة لغد قريب (والعرب تقول: كل آت قريب). بالإضافة إلى أن إعطاء المسؤولية لهم في مختلف القطاعات الخاصة والعامة هو من باب ضخ دماء جديدة، وكسر للجمود والرتابة، وخلق لفرص متعددة. وعلاوة على ما سبق، فإننا حين ندمج أفكارهم مع التقنية الحديثة بمختلف أنواعها، فذلك سيكسب أي منظومة إدارية سرعة الإنجاز وفعالية أكبر، وهو أيضا دعم للتنافس الضروري والمحمود بين القطاعات والمؤسسات والشركات. والمتأمل لشركات التقنية على سبيل المثال سيجد أن البدايات لأكثرها كانت عن طريق أفكار الشباب وإبداعاتهم.

- ومما يدلنا على أهمية هذه المرحلة من العمر، هو قول ورقة بن نوفل للرسول عليه الصلاة والسلام: «يا ليتني فيها جذعا... وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا» والشاهد هو كلمة (جذعا)، والمراد بها شابا قويا!

- إن الحرص على الاستفادة من أيام الشباب سيجنبنا أن نقول يوما: يا ليت ويا ليت؟!

@abdullaghannam