يكتسح الذكاء الاصطناعي في وقتتنا الحاضر مختلف المجالات، وقد لاقت مواقع التواصل الاجتماعي تداولا كبيرا من مرتاديها على المقاطع التي تخص عالم الفن والغناء على وجه التحديد.
ونرى إعادة إحياء لصوت فنان عريق ولكن بأغنية مختلفة تماما عما عهدنا، وقد لاقت هذه الظاهرة ردود أفعال مختلفة بين مؤيد ومعارض.
ولا يخفى اهتمام القطاعات والشركات الكبرى في قطاع الذكاء الاصطناعي مثل قوقل وغيرها، والمملكة بدورها أيضا أنشأت مركزا دوليا لأبحاث الذكاء الاصطناعي، وذلك في ظل جهودها لمواكبة القطاع.
على الصعيد الفني، التقت اليوم بمختصين في المجال الفني والغنائي، واستطلاع آرائهم حول واقع وتأثير القطاع على الفن والمطربين، وكيف يرون مستقبل ذلك.
تأثير كبير على الحركة الفنية
قال الملحن خالد العليان، إن الذكاء الاصطناعي سيؤثر بشكل كبير على الحركة الفنية في السعودية وفي العالم العربي والعالم أجمع، وذلك كون عملية تركيب الصوت وتغييره سهلة وبسيطة مما سيسبب مشاكل كبيرة على القطاع.
وأوضح أن هناك جانبا إيجابيا ولكن هناك جانب سلبي أيضا، ومن المفترض أن يُقنن ويتم محاسبة من يسيء استخدامه، فيجب أن يعمل الذكاء الاصطناعي أمورا لا يستطيع البشر عملها، وألا يتم استخدامه في أفكار تخريبية تسيء للفن والفنانين، وتؤثر على الإرث الفني.
وأبان العليان أنه يؤيد الذكاء الاصطناعي في حال تم استخدامها في أمور لا يمكن للبشر عملها بحيث يكون مكملاً.
وتابع: أما في عالم الفن فأنا ضده تماما لأنه عالم فيه ابتكار وفكر وجمل موسيقية إبداعية من صناعة الفنان والشاعر والملحن، لا يمكن لأي تقنية أن تحل محلها.
مقومات الفنان بالإحساس والمشاعر
من جانبه، أكد الملحن والفنان عبد الرحمن الشومر، أن تجربة الذكاء الاصطناعي للوهلة الأولى هي مبهرة وبالتأكيد هو علم كبير وعظيم، أما في مجال الأغنية والأصوات فهي شوهتها.
وقال: نحن دائما معتادين أن من مقومات الفنان في الأداء تكون بالإحساس والمشاعر، وهذه فقدت من خلال تجربة الذكاء الاصطناعي، كما اعتقد أنه لا يوجد خصوصية أو حقوق تحفظ حق المطرب الذي تم استخدام صوته، مما يسبب إشكالية كبيرة.
وأضاف الشومر : أن اقتحام الأصوات الكبيرة التي رحلت وكانت تقدم لون طربي معين أتاح الذكاء الاصطناعي الاستخفاف بهذه الأصوات وتوجههم الطربي، بحيث تم وضع أصواتهم في أغاني لا تليق بهذه الأسماء.
وتابع: أما فيما يخص المستقبل، فنحن لا نعلم حتى الآن قد يتم تطويره، أو يتم استحداث تقنيات أخرى لتحسين الرؤيا، ولكن لا نستطيع التنبؤ، والحديث يأتي عما هو متداول حاليا من استخدام للذكاء الاصطناعي في مجال الغناء.
فرض ضوابط وعقوبات
وذكر المطرب السعودي محمد السليمان أن استخدام الذكاء الاصطناعي في تقليد أصوات الفنانين أو غيره ظاهرة تم استخدامها استخداماً خاطئاً من قبل الجمهور الذي يبحث عن الشهرة.
وأشار إلى أنها من الممكن أن تستخدم في أغراض غير حميدة، فمهما حاولوا تقليد الصوت الأصلي إلاّ أن هناك فروقات كبيرة.
وأكد على ضرورة فرض ضوابط لها وعقوبات تضمن حق الفنان الأدبي والفني، كونها تعتبر سرقة فنية مثلها مثل أي تعدي على لحن أو كلمة لشاعر.
ويرى السليمان أنه وبالنسبة للفن فهي لا تؤثر إلا في نطاق وسائل التواصل الاجتماعي فقط، ولا يمكن لأي مقلد الغناء على مسرح أو مقابلة حية عبر الإذاعة أو التلفزيون.