أبرمت وزارة الثقافة ومجموعة «إم بي سي» اتفاقية بإنشاء قناة ثقافية، ومع أن المشروع تأخر كثيرًا، إلا أنه أفضل مما يتأخر أكثر.
وإذا ما أُديرت القناة باحترافية مهنية، وليست تجارية فقط، فإنها ستحقق نجاحات ليست سعودية ولا عربية، بل نجاحات عالمية.
لأن في كل كيلو متر من بلادنا القارة، ثروة ثقافية وقصة مثيرة، مكانًا وزمانًا وإنسانًا وشجرًا وحجرًا، في مد السّهب والفيافي والوديان والجبال والبحر والحقول والأحراش والقرى والمدن، والهجير والصقيع والرياح اللافحة والصبا والجنوب والثلوج، والأمطار الهطّالة، ودروب قوافل الإبل وحوافر خيول التاريخ ومراعي الضأن والمناهل، وكل ما ينبض بالحياة والتاريخ.
ولنا أمل في أن تُتاح للزميل القدير والإعلامي الملهم، مالك الروقي الإمكانات والدعم بما يليق بإعلام محترف، كي ينهض بهذه القناة، ويحلّق بها في سماوات النجاح. والمشروع الجيد الناجح لا بد أن يكون له ثمن من المال والجهد والتفكير والإبداع والوقت.
وأقول دائمًا إن الصحفي الملهم المبدع، يستطيع تحويل كل شيء، كل ما يراه ويفكر فيه، إلى قصة صحفية جذابة ومثيرة إذا ما حظي بالدعم والإمكانات والوقت وبيئة عمل مهنية مبدعة.
مثلًا يمكن للصحفي الملهم أن يجعل من شجرة الغضا أو جبل طويق أو ملتويات جبال الهدا أو أحراش رجال ألمع ورمال الربع، وأنقاء الدهناء، وغيرها ملايين المواقع والأفكار، روحًا حية وقصة مثيرة جذابة للملايين عالميًّا.
لهذا، في رأيي أمام القناة الثقافية فرصة للنجاح الباهر، على أن تركّز بمهنيةٍ على العطاء الثقافي في الوطن الممتد بطول المسافات وآلاف السنين، ولا ترهن نفسها للمقاولات الإعلامية، وتتأثر بفرية أن مواطن الإبداع العربي وفضاءاته وأنواره في الشام ومصر والمغرب، وهي الدعاية الظالمة غير البريئة من الدس الشعوبي، وجعلت حتى مثقفينا يستخفون بكل ما هو محلي وخليجي ويتصاغرون ويصبحون صدى للشعراء والروائيين والأدباء والمثقفين العرب الشماليين المتغطرسين الذين كانوا يمنحون شهادات البراءة والنجاح، ويتكبرون على الأدباء السعوديين والخليجيين.
وتر:
الأرض تتنفس التاريخ..
وخمائل الواحات تروى حكاياتها وجدائل النخيل..
وللسرى يتهادون على ظهور العيس الناعسة
رواية مفعمة..
وضفاف الوديان وشواطئ الماء..
@malanzi3