خالد الجهاد

تحفل ملحمة البناء الحضاري الشامل، التي تشهدها المملكة منذ إعلان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان «رؤية 2030» قبل سبع سنوات، بالعديد من الإنجازات، التي يتعاقب الإعلان عنها على فترات متقاربة، ومن هذه الإنجازات النوعية إعلانه يحفظه الله، الإستراتيجية الجديدة لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست»، التي تهدف إلى تحويل العلوم والأبحاث إلى ابتكارات ذات مردود اقتصادي، عبر التركيز على الأولويات الوطنية للبحث والتطوير والابتكار، المتمثلة في: صحة الإنسان، واستدامة البيئة، والطاقة المتجددة، واقتصاديات المستقبل، إضافة إلى تعزيز الشراكات الدولية والمحلية المثمرة، والشراكة مع القطاع الخاص.

ويدشّن الإعلان عن الإستراتيجية الجديدة مرحلة جديدة لـ«كاوست»، التي تميّزت منذ افتتاحها في سبتمبر 2009 في المجال الأكاديمي، الذي تخصصت فيه بوصفها جامعة أبحاث للدراسات العليا بمعايير عالمية.

لكن ما المكانة التي باتت تتبوّأها «كاوست» عالميًّا؟ أو ما المستوى العلمي الذي بلغته مقارنة بالجامعات العالمية المرموقة، لا سيما بعد الإعلان عن إستراتيجيتها الجديدة، وبعد نحو 14 عامًا من بدء الدراسة فيها؟

تتطلب الإجابة عن هذه التساؤلات استعراض خصائص الجامعات الرائدة في العالم، وتطبيقها على الواقع الحالي لـ«كاوست»، تورد هنا الأستاذة الدكتورة ريما سعد الجرف في كتابها «نماذج من الخطط الإستراتيجية للجامعات العالمية» ست خصائص لا بد من توافرها في الجامعة حتى تُصنف ضمن الجامعات العالمية الرائدة، والخصائص هي: ثقافة التميّز والتعلم المنظم، والشراكة الذكية مع الصناعة وغيرها من أصحاب العلاقة المعنيين، وأعضاء هيئة تدريس متميّزين، وسمعة ومصداقية نموذجية، وتوافر المصادر المالية والتجهيزات الجيدة، واستقطاب الطلاب المتميزين.

وعند إنزال الخصائص الست السابقة على «كاوست»، نجد أنها تمتلك نظامًا تعليميًّا رفيعًا يوفر ثلاث درجات علمية هي: الدبلوم العالي، ودرجة الماجستير، ودرجة الدكتوراه، في ثلاثة تخصصات علمية هي: قسم العلوم والهندسة البيولوجية والبيئية، وقسم العلوم والهندسة الحاسوبية والكهربائية والحسابية، وقسم العلوم والهندسة الفيزيائية، كما تربط «كاوست» الأبحاث بالصناعة، وتتعاون مع القطاع الخاص ورواد الأعمال لتحويل البحوث إلى ابتكارات ومنتجات.

وفي خاصية السمعة والمصداقية النموذجية، فإن الجامعة تتمتع اليوم بسمعة دولية مرموقة؛ حيث احتلت المرتبة الأولى عالميًّا في الاقتباسات لكل عضو هيئة تدريس، وفقًا لتصنيف «QS» لعام 2021م، كما أن إنتاجها البحثي يُضمّن في أهم 25% من المجلات العلمية الأعلى تصنيفًا على مستوى العالم.

وتحظى «كاوست» بأعضاء هيئة تدريس يتمتعون بدرجات علمية رفيعة في تخصصاتهم، كما تتمتع الجامعة بدعم كبير وكافٍ من الحكومة، ويرأس ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس أمنائها.

وما يُميِّزها اليوم ضمّها 12 مركزًا بحثيًّا من بينها مركز الحوسبة الفائقة، كما تضم 12 مختبرًا من بينها مختبر الكيمياء التحليلية، وتُعدُّ «كاوست» خيارًا مفضّلًا لدى الطلاب النابغين، حيث يدرس بها حاليًّا 1.530 طالبًا وطالبة، وتخرج فيها 3.138 خريجًا وخريجة منذ بدء الدراسة فيها.

وتطابق الخصائص الست للجامعات الرائدة في العالم على «كاوست» يثبت أنها تتمتع حاليًّا بمكانة ومرتبة الجامعة الرائدة، مثل غيرها من الجامعات المدرجة ضمن هذا التصنيف، وعددها كما تبيّن الدكتورة ريما سعد الجرف في كتابها أقل من 100 جامعة في العالم، من بينها الجامعات الأمريكية: ييل، وهارفارد، وجنوب كاليفورنيا، وجامعة طوكيو اليابانية.