شيخة العامودي تكتب:

- بدأت الحصة، تركت المعلمة وقتا للطالبات ليهيئن طاولاتهن فقد علمتهن من الحصص الأولى في بداية العام الدراسي كيف ينظمن كتبهن ودفاترهن ومستلزمات مادتها، ووضحت لهن سبب ذلك مبينة أن التهيئة للدرس تبدأ قبل الدرس بالاستعداد النفسي والذهني، ولم تكن تتغافل عن هذه اللحظات أبدا حتى لو تأخرت في دخول الصف بسبب تأخر المعلمة التي سبقتها في الخروج منه.

- كانت المعلمات يستغربن من قدرة هذه المعلمة الدائمة على شرح الدرس بخطواته وانتهائها منه قبل انتهاء الحصة بوقت، وتمكنها من تخصيص آخر الحصة لترك الطالبات يتصرفن حسب إرادتهن بذاك الوقت، وأحيانا كانت تجري المسابقات بين الفرق وأحيانا كانت تتيح للطالبات فرصة التحدث عما شئن من مواضيع، وفي نهاية العام كانت درجات الطالبات مرتفعة حتى المتأخرات دراسيا كن يحققن نتائج جيدة جدا.

- عندما سئلت أجابت، مهما كن معلمات قديرات متمكنات من مادتنا العلمية وننوع من أساليب تدريسنا وطرقه، نهتم بمظهرنا غير المبالغ فيه ليس فقط لأن ذلك طبعنا ولكننا أيضا نريد بذلك شد انتباه الطالبات، نحرص على أسس الأخلاقيات ونضيف لها مقادير تربوية لن يثمر كل ذلك في الطالبة التي تأتي إلى المدرسة دون أن يكون هدفها التلقي، فمثلا قابس الكهرباء فيه دائرة كهربائية لا يستثمرها ما لم يوصل بجهاز، الورقة تبقى ورقة لها حيز وثمن ولكن لا تظهر قيمتها إلا بعد أن يكتب عليها ويقرأ ما كتب، وكثير من الأمثلة أستطيع أن أذكرها لتبين لكن أن تمكين الأشياء وقيمتها وفاعليتها تظهر بما يقابلها من أشياء وتفاعلات.

- صمت المعلمات المنصت جعلها تتابع، كما قلت مهما كنت معلمة متمكنة إن لم يقابل ذلك استعداد الطالبة للتلقي ستكون جهودك إما هباء أو ستظلمها نتائج الطالبات، لذا عليك غرس الاستعداد والرغبة في التعلم لدى الطالبات لتتمكني من نيل ثمار ما تزرعين، وأحيانا يتأتى لك ذلك بمجهود قليل، فالمقابل مقبل لنهل ما تقدمينه بسعي دافعه «أنا أريد».

- هي معادلة سهلة، كأنه لقاح يستنهض همم الدفاعات، مكوناته عنصر أساسي وهو أنت ثم دعم الأسرة بشرحك لهم أهمية غرس مفهوم دافع التعليم في الأبناء، ونتائج ذلك الغرس الذي سيستفيد من نتائجه بجانب الأبناء الآباء، فلن يكون هناك داع من مراقبة حثيثة وتجاذب أحاديث طوال الوقت وخصام ومعلم لدروس خصوصية وعقاب، بل سيكون الطالب صمام أمان نفسه ومراقبها وآمرها في كل الأوقات سيحرص على عدم الغياب وإن كان عليلا، ولن يستدعى الأولياء لمناقشة سبب التأخر الدراسي، وستكون النتائج مبهجة للوالدين وتسر جهد المعلمات وتفتخر بها الطالبات وسيعدونها إنجازات.

- توقفت المعلمة عن الحديث ونظرت لساعتها قائلة: لا بد أن أتهيأ فلحظات وتنتهي الفسحة، قالت إحدى المعلمات: هناك مزيد من الدقائق، فأجابت: أحب أن أكون قبل طالباتي في الاستعداد فهو أول درس تتعلمه مني الطالبات، استأنفت وهي تحمل أغراضها غدا إن شاء الله سأخبركم عن كيف ستأتي الطالبات بسعي دافعه «أنا أريد».

• إرادة

كل إرادة ليس دافعها رغبة الإنسان قد تغفو في سبات أو تتباطأ في خطو الخطوات..