@Khaled_Bn_Mohخالد الشنيبر

- منذ الإعلان عن رؤية المملكة ٢٠٣٠، تشهد المملكة تقدما مميزا ومستمرا في مجال التحول الرقمي، حيث تم تبني فكرة استبدال العمليات والإجراءات التقليدية بعمليات رقمية وأتمتة عالية التأثير والكفاءة، بهدف تسهيل جميع الخدمات المُقدَّمة للمستفيدين بأفضل جودة ومرونة، وأظهرت المملكة قدرتها وتنافسيتها عالميا في مجال التحول الرقمي من خلال إطلاق العديد من المبادرات والمنصات التي ساهمت في إحداث نقلة نوعية مميزة في جميع الجهات الحكومية، وأحد أبرز تلك المنصات نجد «منصة قوى» التي ساهمت في إحداث نقلة نوعية مميزة في سوق العمل وتسهيل ممارسة الأعمال.

يعتبر التحول الرقمي إحدى الركائز الأساسية لتحقيق رؤية المملكة ٢٠٣٠، حيث يمتد تأثيره على تحسين الخدمات التي يتم تقديمها للمستفيدين، وتعزيز التفاعل والمشاركة المجتمعية بين الجهات المقدمة للخدمات وللمستفيدين من خدمات تلك الجهات. وبالتوافق مع تلك الركيزة ومراعاةً لأهمية التطوير المستمر في سوق العمل، ركزت وزارة الموارد البشرية على تحسين خدماتها المقدمة للمستفيدين من خلال إطلاق «منصة قوى» قبل عدة سنوات، والتي نراها اليوم بشكل جديد كمحور لإجراء وتقديم جميع الخدمات التي تربط بين أطراف سوق العمل بشكل مرن واحترافي.

- قبل الإعلان عن رؤية المملكة، نجد أن من أكبر التحديات التي كانت تواجه أصحاب الأعمال هي المدة اللازمة لإنجاز أبسط الخدمات المتعلقة في سوق العمل، حيث كانت أبسط الخدمات تمتد لأسابيع لإنهائها والبت فيها، وبحسب إحدى الدراسات السابقة كان عدد العمليات التي يتم إنجازها من خلال مكاتب العمل ما يقارب ٧٠٠ عملية كحد أقصى في اليوم الواحد، وهذا المؤشر يوضح البطء في تقديم الخدمات للمستفيدين، بسبب الروتين التقليدي والمركزية التي تسببت في تعقيد الأعمال، وبعد إطلاق «منصة قوى» تغير الحال بشكل كبير تماشيا مع التطورات العديدة التي شهدها سوق العمل بالمملكة، وغطت المنصة تقريبا جميع ما يحتاجه أصحاب الأعمال من خدمات في سوق العمل وبشكل فوري دون الحاجة لتقديم مستندات ورقية أو التوجه لزيارة مكاتب العمل.

«منصة قوى» لعبت دورا كبيرا في تحويل سوق العمل من مرحلة بدائية إلى سوق عمل رقمي ومؤتمت له أهمية كبرى في العديد من الجوانب، من أهمها زيادة الكفاءة والإنتاجية مما يقلل من الأخطاء والتقصير الذي يحصل بسبب التعاملات اليدوية، ويرفع من مستويات الدقة والسرعة في التنفيذ من خلال تنفيذ العديد من المهام والعمليات بشكل آلي ومتكرر على مدار الساعة دون التقيد بوقت معين، ويسهل على أصحاب الأعمال الحصول على تقارير مُحدثة بشكل مستمر، وهذا التحول كان له انعكاس إيجابي كبير على العديد من المؤشرات العالمية التي تستهدفها المملكة لتحسين ترتيبها والتي لها علاقة بأسواق العمل كمؤشرات تسهيل الأعمال.

- التوجه لأتمتة جميع خدمات سوق العمل التي تربط بين أطراف الإنتاج الثلاثة في منصة واحدة ساهم في نجاح تطبيق العديد من مبادرات وزارة الموارد البشرية التي تم تطبيقها مؤخرا على سوق العمل، وهذا التوجه زاد من كفاءة قطاع الأعمال وخفض من التكاليف التشغيلية، وضمن لقطاع الأعمال الاستفادة من خدمات إلكترونية مميزة تتسم بالسرعة والدقة في سوق العمل، ومتفائل بأن المرحلة المقبلة ستشهد تطورا واضحا لهذه المنصة مما يجعلها نموذجا مثاليا يتم استنساخه في أسواق العمل المجاورة.

ختاما؛ سوق العمل بالمملكة شهد نقلة نوعية مميزة بعد إجراء العديد من الإصلاحات الهيكلية، وعند الإشادة بهذه النقلة من المهم أن نشيد بالتحول الرقمي الذي كان له دور كبير في هذه الترقية، وما نراه اليوم من تسهيل للأعمال وتطوير للخدمات بشكل دوري من خلال «منصة قوى» سيساهم بشكل كبير في الوصول للعديد من المستهدفات المتعلقة بسوق العمل.