سالم اليامي يكتب:@salemalyami

- يقال إن صراع الهويات هو عملية تحديد وتشكيل الهوية الشخصية أو الجماعية لكيان ما في هذا الوجود. بعبارة أخرى يعتبر صراع الهويات مساحة لنا لنتعرف على أنفسنا ولنعرف ما هو الفضاء الذي نتعاطى معه. صراع الهوية يمكن تعريفه بأنه تجاذب وربما صراع بين جملة من العناصر، ويقال إن صراع الهويات أحد مظاهر التطور الشخصي، والثقافي. ويعتقد أنه يؤثر وبنسبة كبيرة في جوانب من حياة الناس مثل الثقافة، والديانة، والجنس، والطبقة الاجتماعية. ويقال أيضا إن فهما أفضل لصراع الهويات يقدم للناس فهما أفضل لفهم ذواتهم، وأنه في ذات الوقت يفتح الطريق لتحقيق الاندماج الاجتماعي.

- ومن المسلمات بين دارسي العلوم الاجتماعية أن الأفراد الذين يستوعبون صراع الهويات يكونون أكثر تسامحا وتفهما للآخرين. وهذا يعد مؤشرا إيجابيا في مسيرة بناء العلاقات بين الأشخاص والثقافات. ومن المعروف أن المجتمعات تواجه صراعات هوية جماعية، وهذه تحديات قد تؤثر على استقرار المجتمع والسلم الاجتماعي. وعليه فمن المهم أن تكون لدى أفراد المجتمع قدرة على فهم صراع الهوية والبحث بشكل دائم عن طرق لحل التوترات. صراع الهويات يتطلب تفكيرا نقديا لفهم أن التفسيرات المبسطة للهوية قد تكون غير كافية، وأن هذه الصراعات قد تكون معقدة وغامضة في بعض الأحيان. والتفكير بشكل أشمل سيساعد الناس في التواصل والتفاعل بشكل أفضل في المجتمع. ومن أنواع الهوية ما يعرف بالهوية الفردية وهي الصورة الشخصية للفرد وتضم مجموعة من السمات والقيم التي تميزه عن الآخرين. وتعتبر الهوية الفردية مهمة جدا لأنها تعكس من هو الشخص وتساعده في بناء صورة إيجابية لذاته. وتلعب الهوية الفردية دورا حاسما في صراع الهويات. فعندما يكون للشخص هوية قوية وواضحة، يكون أكثر قبولا وتقديرا من قبل المجتمع. وتساعد الهوية الفردية أيضا في إثبات ذات الشخص والتأثير على اتخاذ قراراته. ويحدث الصراع في الهويات عندما يتعارض انتماء الفرد إلى مجموعات مختلفة.

- قد يكون هذا الصراع بين الهوية الشخصية والهوية الاجتماعية أو بين الهوية الثقافية والهوية الدينية. يمكن أن يؤدي هذا الصراع إلى بعض التوترات الداخلية التي تحدد مسار الفرد في الحياة. ويمكن حل صراع الهويات عن طريق تفهم وقبول الاختلافات بين المجموعات المختلفة. ويجب على الأفراد أن يدركوا أن كل فرد فريد بطريقته وأن قبول هذه الاختلافات يسهم في إحلال السلام والتعايش في المجتمع.