د. يعن الله الغامدييكتب:

- يمر العالم اليوم بمنعطفات مؤثرة على جميع الأصعدة جراء الحرب التي اندلعت في قارة أوروبا بين روسيا وأوكرانيا دون فوز أو خسارة أحدهما على الآخر، خلفت وراءها خسائر بشرية ومالية ضخمة، وأظهرت تحالفات لقوى عالمية وإقليمية؛ مما جعل العالم خائفًا يترقب من أن تكون تلك الصراعات المزدوجة هي نقطة الشرارة الأولى لانفجار حرب عالمية ثالثة، كما يشير خبراء دوليون ومحللون سياسيون حسب رؤيتهم التشاؤمية التي يرون أنها أكثر تعقيدًا مما يتخيَّلون!

- لقد كانت الخريطة العالمية تشهد قوتين عظيمتين إحداهما شرقية بزعامة الاتحاد الروسي حاليا، والأخرى غربية بزعامة الولايات المتحدة التي تريد أن تكون هي المهيمن الأوحد؛ مما جعل الكثيرين يتحدثون عن ظهور مؤشرات تحوم بالأفق لقوى دولية تبحث لها عن مكان دون أن تفوّت الفرصة كذلك الذي تفعله دول أوروبا في استنزاف ثروات القارة الأفريقية المغلوب على أمرها.

- إن الحرب الروسية الأوكرانية أظهرت لاعبين جُددًا على الساحة، وأطلت علينا بنوازل ما زال بعضها غامضًا ربما يمتد إلى أكثر من محور حسب المخططات السرية التي تقود العالم إلى الطريق المنحدرة، بداية من مصرع بريجو جين، وربما يليه زيلينسكي الذي حوّل مدن أوكرانيا إلى أشباح حال انتهاء مهمته.

- وما ذلك التنافس الشرس على القارة السمراء من قوى خارجية ليس حبًّا في مصالح الأفارقة، وإنما هو نافذة من نوافذ تفكيك أحدهما على الآخر، وباب من أبواب مخططاتهم في سبيل البحث عن مصالحهم، بعضها سحب البساط من تحت أقدام الهيمنة الفرنسية المسيطرة على ثروات كلّ من النيجر ومالي التي كانت تغذي ميزانيتها بأكثر من 400 مليار، استمرت لعدة عقود.

- والحقيقة التي لا تقبل الجدل فإن تلك الأقطاب المتصارعة لن ترضى بأن تظل تحت ظل العباءة الأمريكية في مجلس الأمن كبعض الطيور التي تستطيع إخفاء رؤوسها، ولكنها لا تستطيع إخفاء ذيلها؛ الأمر الذي جعل دولًا كثيرة كألمانيا واليابان وغيرهما تطالب بإصلاحه بعد فوران موازين قوى جديدة؛ إذ إن الهيكل الآلي لمجلس الأمن المتهالك اليوم غير صالح بعد أن بلغ من الكبر عتيًّا، وهو واقع لا مفر منه خاصة وقد اتضحت فضائحه في كثير من المآسي والنزاعات وتحديدًا ما كان منها باتجاه دول عالمنا الإسلامي التي كانت من أوائل المشاركين فيه، ومن أكثر المتضررين منه، وإلا فهل من المعقول أن أوروبا التي يمثل سكانها ٧٪ من سكان العالم تمثلها دولتان من الدول الخمس التي تستخدم حق النقض الفيتو، بينما قارة أفريقيا وقارة أمريكا الجنوبية وقبلهما دول العالم الإسلامي الذي يزيد تعداد سكانه على مليار ونصف المليار لا يوجد لهم أي ممثل في هذا المجلس!!

@yan1433