وليد الأحمد يكتب:

- الوعي بالآداب العامة وفي تعامل الإنسان مع الآخرين مقياس لمستوى أخلاقه وتربيته وثقافته، ويؤثر بالضرورة في صورته وفي تطور علاقاته المجتمعية ومسيرته المهنية.

- غني عن القول أن الحاجة إلى مثل هذا الوعي يحتاجها كل البشر، ولكنها تزداد كلما كبر منصب الإنسان ومسؤوليته، وتتضاعف أكثر إذا كان هذا المسؤول في مناسبة تحضرها وسائل الإعلام لجمهور واسع على الهواء مباشرة.

- الأسبوع الماضي، كانت القنوات العالمية تنقل تتويج بطلات العالم في كرة القدم، منتخب إسبانيا، وهنّ يحتفلن بفوزهنّ الأول بكأس العالم للسيدات في أستراليا، الفرح الكبير بدا ظاهرًا على الإسبان حتى أن ملكة إسبانيا، ليتيسيا، تقفز مرات عدة رافعةً يديها وهي ترتدي بدلة رسمية حمراء بلون زيّ المنتخب.

لكن رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم لويس روبياليس في لحظات الاحتفاء ارتكب أخطاءً بروتوكولية أثناء تهنئته للاعبات البطلات تعدّت حدود الأدب والمقبول، حتى في مجتمع غربي تختلف عاداته عن تلك لدى المجتمعات العربية أو المسلمة.

- لقطات سلام روبياليس على اللاعبات تصدّرت المشهد الإعلامي عالميًّا وعلى منصات التواصل الاجتماعي، وتحوّل الحديث كليًّا عن الفوز إلى التندر على المسؤول الأول في اتحاد كرة القدم، وسط حملة انتقادات عالمية حادة ألقت بظلالها على الإنجاز.

- روبياليس تعرّض للإيقاف، ووالدته تحتج بأن ابنها مظلوم، وهو اعتبر ردة الفعل الغاضبة مبالغات نسوية! وسط تذمّر من اللاعبات، وتفاصيل أخرى كثيرة ربما ما كانت لتوجد لو لم تكن كاميرات الإعلام «الرسمي» و«الاجتماعي» مسلّطة وتنقل الحفل.

- الأكيد أن الحفاظ على مسافة في السلام على الآخرين رجالًا أو نساءً في المناسبات الرسمية مسؤولية على كل الأفراد.

- لكن الأكيد أيضًا أنها جزء من المهارات الأساسية اللازم توافرها في المسؤول الذي يمثّل منشأته أمام الجمهور وعدسات وسائل الإعلام.

@woahmed1