في ظل التطورات والتحديات المشتركة التي تواجه العالم، تتنامى الحاجة الماسّة لتطوير أجندة سياسات العلوم والتقنية؛ حيث إن التحدّيات التي تواجه صُنع تلك السياسات تكمُن في معدل تدفق المعلومات والبيانات الجديدة، وغياب المؤشرات الكافية للحكم على تأثير السياسات.. ومن هذا المنطلق نجد أن المملكة تحرص على تحسين الصحة العامة والوقاية من الأمراض، من خلال إنشائها أول مستشفى افتراضي يعتمد على نهج الصحة الواحدة؛ لتسهيل الحصول على الخدمات الصحية التخصصية، وكذلك إنشاؤها المعهد الوطني لأبحاث الصحة وتشجيعها للتعاون في مجال البحث والتطوير للوقاية من الأمراض والتأهّب للأوبئة وتطوير اللقاحات، باستخدام تقنيات المكافحة الحيوية الصديقة للبيئة؛ مما جعل المملكة رائدة عالميًّا في مكافحة الأمراض المنقولة بالنواقل.
المملكة لها أدوار رائدة في دعم الوصول المفتوح للبيانات وتبادل المعرفة العلمية من خلال منصات البحث المفتوحة، وبوابة البيانات المفتوحة، ومنصة المعلومات الخليجية المطورة «جسر»، التي تُشغلها وتُطورها الشبكة السعودية للبحث والابتكار «معين»، وإطلاقها مبادئ أخلاقيات تنظيم البيانات ونماذج الذكاء الاصطناعي للتخفيف من الآثار السلبية للذكاء الاصطناعي والتهديدات المحتملة.. هذه التفاصيل الآنفة الذكر تأتي امتدادًا لجهود مستديمة ولا محدودة في أطر المشهد المتكامل لمساعي المملكة في مواجهة التحديات العالمية، وضمان حاضر ومستقبل أفضل لشعوب العالم انطلاقًا من مكانتها العالمية الرائدة والمؤثرة على مختلف الأصعدة والمجالات، وبما يلتقي مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
إسهامات المملكة في مجال العلوم متعددة وشاملة؛ إذ تحتل المرتبة الأولى إقليميًّا والـ30 عالميًّا في مجال البحث العلمي بحسب مؤشر «نيتشر» 2022م، كما أن المملكة تهدف إلى زيادة عدد الباحثين عن مستوياتهم الحالية، مع التركيز على سد الفجوة بين الجنسين؛ حيث وصل تمثيل المرأة السعودية في قطاع التقنية إلى 33%، وهو ما يفوق متوسط دول مجموعة العشرين والاتحاد الأوروبي، إضافة لدخول ريانة برناوي التاريخ كأول امرأة عربية تصعد إلى الفضاء، والمُشاركة النسائية الكبيرة في معرض آيسف الدولي للعلوم والهندسة.