سالم اليامي يكتب:@salemalyami

- تابع العالم خلال أيام الثاني والعشرين والثالث والعشرين والرابع والعشرين من شهر أغسطس 2023 اجتماعات مجموعة البريكس، يلاحظ المراقب أن جملة من الظروف الدولية الحالية تجعل من هذا اللقاء للمجموعة حدثا يستحق المتابعة، الحدث ربما الأبرز الذي عزز هذه الصورة لمجموعة بريكس، الحرب في أوكرانيا وما عكسته العقوبات الأمريكية والأوروبية على روسيا، العضو الأكثر بروزا وتأثيرا في المجموعة، يضاف إلى ذلك جملة عوامل تعاني منها غير دولة من الدول النامية، تتعلق بفقدان ثقة تلك الدول في المنظومتين السياسية والاقتصادية التي تشكل العالم اليوم. من المهم والمفيد أيضا، تقييم هذه المجموعة وتلمس دورها الحقيقي لكي لا يذهب البعض إلى ما هو أبعد من الواقع، أو الحقيقة. وابتداء نقول إن هذه المجموعة ذات طابع اقتصادي بحت، حتى الآن وهي منذ نشأتها الحديثة صنفت كذلك، بدليل أن الجهود التي تحاول التركيز عليها في هذه المرحلة هي الآليات الخاصة بالبنك التابع للمجموعة، والذي يقدم قروضا للدول النامية اعتمادا على سياسات وآليات جديدة، أبرزها أن عمليات السداد للقروض تتم بالعملات المحلية، وبنفس القدر تمويل التجارة بين الدول النامية يصار إلى حله بطريقة مشابهة، المهم في الطريقتين أنها تتجاوز سيطرة الدولار وتحكم الولايات المتحدة في عمليات التحويل لسداد المديونيات الدولية. - وفي الحقيقة، هذه خطوات مهمة وتستحق المراقبة، لكنها في واقع الحال لا تتجاوز نسبة بسيطة وبسيطة جدا من حجم التجارة، والتعاملات الدولية، التي لا تستطيع الاستغناء عن آلية الدولار، ولا تستطيع في ذات الوقت الاستغناء عن خدمات صندوق النقد الدولي وبنك التجارة العالمي. كثير من الدول النامية تشعر بالاختناق من سياسات صندوق النقد الدولي، واتباع الإرشادات، أو الإصلاحات التي يقترحها الصندوق على عدد من الدول، غالبا ما تكون ذا أثر سلبي على الكلفة السياسية، بمعنى أن اتباع الدول لنصائح وإصلاحات صندوق النقد قد يخلق حالات من عدم الاستقرار السياسي، والأمني.

- وفي حالات كثيرة خلال العقود الماضية فإن تلك النصائح الصارمة من صندوق النقد كانت السبب المباشر في انقلابات، وثورات ضد الأنظمة السياسية. من الملاحظات المهمة على الاجتماع الأخير في جوهانسبيرغ لمجموعة البريكس، أنها تتلقى طلبات عالية للانضمام من الدول النامية وأحد تفسيرات هذا الإقبال الكبير أن هذه الدول غاضبة، وفاقدة للثقة في المؤسسات الدولية التقليدية وتتطلع للخلاص، أو للبديل الذي تعتقد أنه الأفضل، وفي رأينا لا يزال الوقت مبكرا في الحكم على هذه المجموعة الاقتصادية النامية.