ارتفعت أسعار نفط خام برنت إلى نحو 85.70 دولارًا للبرميل في الأيام الأخيرة، مدفوعة في ذلك، بالاعتقاد في أن التشديد النفطي يعمل على موازنة السوق، خاصة وإن هناك تخوفات من علامات ركود قد تحل بالاقتصاد الأمريكي، إضافة إلى التراجع الحاد في المخزونات البترولية الاستراتيجية في الولايات المتحدة، التي قد توفر أكبر دفعة لأسعار النفط حتى نهاية 2023، وفق ما ذكرت منصة أويل برايس الأمريكية، في الموضوع الذي ترجمت اليوم أبرز ما جاء فيه.
قالت تسفيتانا باراسكوفا، الكاتبة والمراقبة المستقلة لأسواق النفط: أنه نظرًا لتقلص العرض بسبب تخفيضات أوبك بلس وتباطؤ نمو إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، فإن الطلب قوي ومن المرجح أن يزداد خلال الربع الثالث، وسط ذروة موسم القيادة والاستهلاك القوي لدى أكبر مستوردي الخام الآسيويين وفق ما ذهب محللون.
لكن هذا لا يعني أن المخاوف من الركود لن تؤثر على السوق، فعلى العكس من ذلك، يواصل المستثمرون تقييم احتمالية حدوث انكماش في الولايات المتحدة وأوروبا مقابل توقعات تشديد السوق وعجز كبير في العرض حتى نهاية العام.
ورغم أن الطلب عاد تقريباً إلى مستويات ما قبل الوباء، ووصل إلى متوسط سنوي قياسي هذا العام، إلا أن العرض مشكلة في مواكبة ذلك، ما يمهد الطريق لارتفاع أسعار النفط في النصف الثاني من هذا العام، وفقًا لجوزيف مكمونيجلي، الأمين العام للمنتدى الدولي للطاقة، أكبر منظمة دولية لوزراء الطاقة في العالم.
وقال ماكمونيجل لشبكة سي إن بي سي: الطلب آخذ في الارتفاع، وسيشهد السوق سحوبات هائلة للمخزونات الاستراتيجية خاصة في الولايات المتحدة الأمربكية بداية من هذا الربع وحتى العام المقبل 2024.
وتوقع ماكمونيجل بسبب ذلك: أن يواجه العالم في الربع الأخير من هذا العام مشكلات في مواكبة العرض، ما يؤثر بدوره على الأسعار.
وأضاف أنه إلى جانب السحب من المخزونات الأمريكية فأن الصين والهند، أكبر وثالث أكبر مستورد للنفط في العالم، على التوالي، سيكونان المحركين الرئيسيين لارتفاع الطلب على النفط.
ومن المتوقع أن تستحوذان مجتمعتين على مليوني برميل يوميًا من زيادة الطلب في النصف الثاني من هذا العام، وفقًا لماكمونيجل.
وتابع: سنشهد انخفاضًا حادًا في المخزون الأمريكي الاستراتيجي، وهو ما سيكون إشارة إلى السوق بأن الطلب يرتفع بالتأكيد،.
في سياق متصل، قال الاتحاد الدولي للطاقة في وقت سابق الشهر الماضي: إن الطلب العالمي على النفط قفز بأكثر من ثلاثة ملايين برميل يوميًا في مايو مقارنة بشهر أبريل، ليقترب من مستوى الطلب القياسي المسجل في مارس من هذا العام.
وأظهرت بيانات، أن إجمالي الطلب على المنتجات النفطية في الصين بلغ 17.37 مليون برميل يوميا في مايو. وشكلت هذه زيادة قدرها 1.7 مليون برميل في اليوم مقارنة بشهر أبريل وثاني أعلى مستوى على الإطلاق في جودي.
وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) أيضًا أن يبدأ سحب المخزون في هذا الربع ويستمر حتى الربع الرابع من عام 2024، مما يضع ضغطًا تصاعديًا على أسعار النفط.
فيما يتوقع بنك جولدمان ساكس أن ترتفع أسعار النفط إلى 86 دولارًا للبرميل في نهاية العام، حيث سيؤدي ارتفاع الطلب على النفط إلى مستوى قياسي مع انخفاض العرض إلى عجز كبير في السوق.