عبدالكريم الفالح@karimalfaleh

••• يولد المرء مرة ويموت ملايين المرات!!

••• يموت عندما يطعنه صديق أو قريب أو حبيب، مع أنه كان بجواره يحميه ويقف معه ويعطيه.. يشفق عليه ولا يرضى أن تمسه نسمة أو يلدغه لادغ. يرتب جميع أمور حياته ولا يستريح أبدا من حل مشكلاته، يستمع له بهدوء ويقدم له النصح باتزان.

لا ينافقه ولا يغتابه، مشاعره كلها معه، يرتبط بصداقة قوية، يذهب به إلى كل مكان (أخضر)، يدعمه بالمال والجهد (غير المقدر)!!

••• يخلص له من قلبه وعقله ولسانه، لا يقول له إلا الصدق، لا يهمه أن يوافقه الرأي دائما، بل يفرح أن يكون مرتاحا مستلقيا على أريكة من ريش نعام.

يطمئن دائما عليه، يمرض لمرضه، يفرح لشفائه، يغضب لشقائه، يستحضر الفرح والغبطة له.

يحافظ على أسراره بينما الآخر يكشف الأسرار فيُغْضِب المزيفُ المخلصَ، وبرغم الثقوب التي أحدثها يحلو للمخلص رقعها واستدامة الصداقة.

يكون قرة عين ويحمل السعادة له ولا يجعل للحزن دربا عليه.

مع كل هذا يهجم عليه الموت الفجائي بطعنة سكين الصديق.

••• يموت إذا ما اشتم رائحة خيانه. تقتله الرائحة فما بالك بالخيانة نفسها.

••• يموت المرء إذا لم يحب الآخر ما يهواه لنفسه. إذا ما نطق بحروف الإساءة من وراء ظهره.

••• يموت لو تركه الصديق أو القريب أو الزميل يغرق دون اهتمام أو حتى يلقي له طوق النجاة، يعطيه ظهره ويطلق ساقيه للريح والغدر وحكايات عدم الوفاء برصاصة يوجهها إلى ظهره، ومع أن المخلص يتلقى الصدمات تلو الصدمات إلا أنه يغفر لصديقه بينما الغدار يواصل طلقاته.

••• يموت المرء ملايين المرات لو فرش الحبيب طريقه بالأشواك وناصبه العداء بلا سبب، واغتال أحلامه وآماله، ولف حول رقبته آلاف الحبال!!

••• يموت إذا ما ارتضى صديقه له طرق الخداع وألقاه وسط أمواج عاتية دون أن يراعي له وزنا أو قيمة.

••• يُسْلم الوفيُ الروح على عتبات الأذى وجنبات الظلم، يقف الدمع حائرا في عينيه ثم.. يموت!!

••• ينتقل إلى العالم الآخر لمَّا يخرق الآخر قوانين الاحترام ولا يراعي لصديقه حرمة، ويطلق على جسد صديقه رصاصات الغدر والدناءة والخسة.

••• نهاية

••• يظل النقي في الأعالي والخائن في الحفر!!