ترسل السماء بريقها الأزرق على غير العادة، وبعد ساعات يضرب الزلزال الأرض ويترك أثره في شكل دمار هائل، وربما خسارة في الأرواح تعد بالمئات وحتى الآلاف.
ظاهرة تكررت أكثر من مرة، ويعتقد البعض أنها ظهرت مؤخرًا في المغرب، إذ وثقت عدسات كاميرات المراقبة، ظهور البرق الأزرق في سماء المغرب قبيل وقوع الزلزال.
الأمر نفسه حصل في مدينة أنطاكيا بتركيا، خلال حدوث إحدى تبعات زلزالها المدمر الذي وقع مطلع هذا العام.
ارتباط بالزلازل
ترتبط الومضات الزرقاء الغامضة بالزلازل، والتي يمكن أن تظهر في عدة أشكال، منها ألسنة اللهب التي يظهر أنها تخرج من الأرض، وربما تظهر في شكل ومضات سريعة من الضوء الساطع تشبه ضربات البرق العادية.
وتتسبب الهزات أو الزلازل في حدوث مجال كهربائي بالهواء، ما ينتج عنه هذا البرق الأزرق الذي تتزامن رؤيته مع الزلازل، بحسب ما تنقله مجلة ناشيونال جيوغرافيك.
وتدعم ورقة بحثية أعدت بجامعة نورثويست نورمال الصينية، النظرية القائلة أن البرق الزلزالي الأزرق ينتج عن ضربة أرضية تخلق تفاعلًا بين الأكسجين والعناصر المتبخرة من التربة.
تفسير علمي
بسبب ندرة حصول أضواء الزلازل، فإن العلماء يصعب عليهم وضع تفسير لها، وما يزيد من تعقيد الأمر أن الوميض الملون المرتبط بالهزات الأرضية العنيفة، لا تبدو جميعها متشابهة، ما يثير نظريات مختلفة بشأن تلك الظاهرة.
يضع فريدمان فرويند، أستاذ الفيزياء المساعد في جامعة ولاية سان خوسيه، تفسيرًا لتلك الظاهرة، فيقول إن تلك الأضواء الغامضة تتخذ أكثر من شكل ولون.
وبتحليل 65 حادثًا ضوئيًا زلزاليًا لأنماط في دراسة عام 2014، افترض فرويند وزملاؤه أن الأضواء ناتجة عن الشحنات الكهربائية التي يجري تنشيطها في أنواع معينة من الصخور خلال النشاط الزلزالي، كما لو شغَّلت بطارية في قشرة الأرض، بحسب وصف الدراسة التي أجروها.
ومضات زرقاء سابقة
عام 2017 حين ضرب زلزال مدمر قوته 8.1 على مقياس ريختر، ظهرت أضواء زرقاء وخضراء في السماء، وانتشرت بشكل كبير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكانت مثالًا غامضًا آخر لظاهرة حيرّت الخبراء لمئات السنين.
وفي بيسكو بدول بيرو اللاتينة، ظهرت الومضات في السماء، ووثقتها كاميرا مراقبة قبل أن يعقبها زلزال بلغت قوته 8.0 درجات في عام 2007.
وقبل زلزال 2009 في لاكويلا بإيطاليا، شُوهدت ألسنة اللهب تومض فوق شارع حجري.