د.محمد العرب

@malarab1

- الأشجار هـي رئة الـكوكب ، الأشجار هي رمز الحياة والرخاء على الأرض ، الأشجار تحمل في جذورها وأغصانها أسراراً عميقة وفلسفة حياة مدهشة ، إنها تجسد الوحدة الكونية والـتوازن الطبيعي، حيث تعمل على تنقية الهواء وتوفير الأوكسجين الذي نستنشقه وعندما يتم قطع الأشجار بلا رحمة، فإنها تتحول إلـى صرخة صامتة تنادي بالحفاظ على التنوع البيولوجي والحياة الطبيعية...!

- هنا يأتي دور الـزعماء المفكرين ، يمكن اعتبار كل مفكر زعيم لكن بالتأكيد ليس كل زعيم مفكر، تعالوا نناقش ملـحمة الـشرق الأوسط الأخضر، التي تهدف لتحسين جودة الهواء، والحد من تآكل التربة، وتوفير موطن آمن للحياة الـبرية، ومقاومة آثار تغير المناخ، أن المبادرة السعودية الـتي وضعها ويشرف علـيها ملهم الـعصر صاحب الـسمو الملـكي الأمير محمد بن سلـمان ولـي الـعهد رئيس مجلس الوزراء، تهدف في احد جوانبها الـى زراعة 50 مليار شجرة في جميع أنحاء الـشرق الأوسط واستصلاح 200 ملـيون هـكتار من الأراضي المتدهورة ، هل قرأتم الأرقام جيدا..! نعم 50 مليار شجرة ، ما

عجزت عنه الأمم المتحدة والـدول الكبرى تقوم به السعودية العظمى بمفردها ، المحميات الطبيعية ثروات إنسانية عظيمة وجزء أصيل من المواثيق والمعاهدات الدولية ، والمحميات الطبيعية تعد رمزاً من رموز التقدم على الصعيد البيئي، كما أنها تشكل محوراً رئيساً على الصعيد السياحي والثقافي إلـى جانب حماية أنواع من الحيوانات والكائنات الحية المهددة بالانقراض، إن رؤية المملكة والـبرامج والألـيات المصاحب لـها، يضعان في هيكلتيهما هـذا الجانب المصيري المهم ، على اعتبار أنه يمثل أيضاً قطاعاً تنموياً آخر، خصوصاً مع اهتمام المملكة بالجانبين السياحي والـثقافي الـلـذين يشكلان محورين رئيسين في رؤية المستقبل الطموحة وغير المسبوقة .

الـسعودية كانت دوما منطلقا لمبادرات بيئية ومعالجات مسؤولـة ، فرغم أنها تتمتع بثروة نفطية هائلة ، إلا أنها تبحث في الـوقت نفسه عن بدائل صديقة لـلـبيئة لأسباب بيئية صرفة منبثقة من مسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية اتجاه الكوكب ، في الـوقت الـذي تنصلت فيه كبرى دول الكوكب عن مسيرة حماية البيئة ، أن ملحمة التشجير وإنشاء مجلس المحميات الملكية برئاسة ولـي العهد وتضمينها كبرامج في رؤية المملكة المسؤولة ، والمدعومة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي يعرف عنه »حفظه الله« منذ زمن طويل اهتمامه الشخصي بالمحميات والطرق

اللازمة لإقامتها ورعايتها بما يتناسب مع الهدف الأسمى لها يعكس جوهر هذه الرؤية المباركة .

- المحميات الطبيعية هي في الواقع تنمية أيضاً شخصيا اطلـق عليها التنمية المسؤولـة ، لأنها توفر رافداً آخر من الـروافد الـتي يحتاج إليها الاقتصاد دون الأضرار بجسد كوكبنا المثقل بجراح محور الجشع العالمي...!

ختاما إن المحافظة على البيئة ليست مجرد واجب إنساني، بل هي ضرورة حتمية لاستدامة حياتنا ومستقبل الأجيال الـقادمة وعلـى الإنسان إن يتذكر ويعي حقيقة إن الـقرارات الـصغيرة الـتي نتخذها اليوم ستصبح البصمة الكبيرة لنا في المستقبل ، دعونا نصبح جميعاً حراس حماية البيئة والمحافظين على جمال وثروة كوكبنا.