اليوم: د. نورهان عباس

قد يكلف الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب وأدى إلى الآلاف الضحايا الاقتصاد نسبة ضخمة تصل إلى 8٪ من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وفقا لأحدث التقديرات الصادرة عن هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، لكن الأمر مع ذلك يمكن تداركه لأن الكارثة رغم ما بها من دمار يمكن لاقتصاد المغرب تجاوزها. ووفقًا للبنك الدولي، بلغ الناتج المحلي الإجمالي للمغرب 134.18 مليار دولار لعام 2022، حسبما ذكرت منصة المونيتور، في الموضوع الذي ترجمت اليوم أبرز ما جاء فيه.

خسائر زلزال المغرب

ستبلغ الخسارة المتوقعة من الناتج المحلي الإجمالي 8٪ -كما أسلفنا الذكر، أو حوالي 10.7 مليار دولار. وحذرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية التي تراقب من بين أمور أخرى تأثير الزلازل في جميع أنحاء العالم، من حدوث أضرار جسيمة.

وقالت المنصة: وقع الزلزال، وهو الأكثر دموية في المغرب منذ أكثر من 60 عاما، في حوالي الساعة 11 مساء بالتوقيت المحلي يوم الجمعة. وكان مركز الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة في جبال الأطلس، على بعد حوالي 70 كيلومترا (44 ميلا) جنوب العاصمة السياحية مراكش. وكان على عمق 18.5 كيلومترًا (11.5 ميلًا)، مما جعله أقوى نسبيًا.

وحتى صباح الاثنين، وصل عدد الضحايا 2497 شخصًا في الزلازل وأصيب ما لا يقل عن 2476 شخصًا، جميعهم تقريبًا في مراكش وفي القرى الجبلية جنوب المدينة. وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن الزلازل بهذه الشدة نادرة في المنطقة، مع عدم اكتشاف حالات مسجلة بقوة 6.8 درجة أو أعلى على بعد 300 كيلومتر (186 ميلاً) من مركز الزلزال. وهزت المنطقة ما لا يقل عن عشرين هزة ارتدادية، وبلغت قوة أقواها 4.9 درجة.

تأثير يمكن للمغرب تجاوزه

ورغم ذلك فمن غير المرجح أن يكون للزلزال المدمر الذي هز المغرب تأثير ضخم على البلاد لدرجة أنه لا يمكن تجاوزها، وفقا لشركة كابيتال إيكونوميكس. وقالت الشركة في تقريرٍ لها : من وجهة نظر اقتصادية بحتة ينبغي أن يكون للزلزال تأثير صغير وقصير الأمد على الناتج المحلي الإجمالي ومن المقرر أيضًا أن تكون التداعيات غير المباشرة محدودة على الميزانيات العمومية الخارجية والمالية للمغرب.

ودعما لبيانها، أكدت كابيتال إيكونوميكس أن الجهات الأربع المتضررة والتي أبرزها مراكش ساهمت بأقل من 25٪ من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد في عام 2021. وجاء في التقرير أن التوزيع القطاعي لهذه المناطق يظهر أنها تساهم بما يزيد قليلا عن ثلث القطاع الأولي في المغرب، و18% من القطاع الثانوي، ونحو 25% من ناتج التعليم العالي.

تضرر عائدات السياحة في المغرب

لكن يعترف التقرير بأن هذه المناطق هي عادة الأكثر زيارة من قبل السياح، مما قد يؤثر على عائدات السياحة في المستقبل. ولا تزال القوات المسلحة وفرق الإنقاذ تبحث عن ناجين بين الأنقاض في منطقة هاي ألتاس التي ضربها زلزال بقوة 6.8 درجة. وتقدر الأمم المتحدة أن 300 ألف شخص تضرروا من الكارثة.

وتؤكد كابيتال إيكونوميكس أن مؤشرات الاقتصاد الكلي للبلاد تظهر مرونة كافية للتغلب على تأثير الزلزال. ولفتت إلى إن الوضع الخارجي للمغرب أقوى من نظرائه في شمال أفريقيا. وجاء في التقرير أن عجز الحساب الجاري تقلص إلى 3.2% من الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول ويتم تمويله إلى حد كبير من خلال تدفقات الاستثمار المباشر المستقرة. وأضاف التقرير أن الاحتياطيات الأجنبية للبلاد والتي تقدر بنحو 32.8 مليار دولار تمثل أكثر من ضعف احتياجاتها المالية الخارجية.