كشف مدير الخدمات الطبية بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر واستشاري الأعصاب، د. ماجد العبدلي، أن نسبة انتشار الصداع في المملكة تشكل أكثر من 70% خلال مراحل العمر المختلفة، ويشكل صداع الشقيقة 25% من إجمالي أنواع الصداع في المملكة.
جاء ذلك خلال تفعيل قسم المخ والأعصاب، ممثلًا بوحدة الصداع، بالتعاون مع وحدة التوعية الصحية بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر التابع لجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، فعالية الأسبوع التوعوي للصداع النصفي وافتتحها عميد كلية الطب الدكتور بسام عواري، بحضور مدير الخدمات الطبية بالمستشفى واستشاري الأعصاب، د. ماجد العبدلي ود. دانة الجعفري رئيس قسم الأعصاب في المستشفى ورئيس قسم طب الأطفال د. عبدالله يوسف.
وقال العبدلي، لـاليوم، إن المستشفى الجامعي بالخبر فعّل الأسبوع التوعوي لصداع الشقيقة، وهو أحد أنواع الصداع الأولية الشائعة حول العالم، وقد بلغت نسب الإصابة لما يفوق الـ30% من إجمالي مصابي الصداع في المملكة.
أعراض صداع الشقيقة
أضاف أن صداع الشقيقة يتمثل غالبًا بنبضات ألم في جهة من الرأس، مصحوبة أحيانًا بحساسية مفرطة تجاه الضوء أو الصوت، ما يؤثر على الواجبات في الأنشطة اليومية للمصاب، ولصداع الشقيقة أنواع مختلفة منها: البؤري أو الكلاسيكي، ويتمثل بحدوث ألم مصحوب برؤية إضاءات وامضة في مجال الرؤية، ومن أطياف الشقيقة الصداع النصفي غير المصحوب بمنبهات، والطيف الأخير يوصف بوجود منبهات دون ألم، وهو أحد الأطياف الثلاثة صعب التشخيص، ويسمى بالصداع النصفي الصامت.
وتابع: تتمثل صعوبة علاج صداع الشقيقة أو النصفي، على اختلاف المسميات، كونه لأسباب غير معروفة، لكن دأبت المباحث الطبية على ربط الصداع باعتلال الإشارات العصبية والكيميائية والأوعية الدموية في الدماغ.
كما لفت إلى أن من أهم أعراض صداع الشقيقة: ألم في أحد جانبي الرأس مع الإحساس بالإجهاد، ويزداد سوءًا عند الحركة أحيانًا، وكذلك قد يكون مصحوبًا بنبض حول العينين، مع وجود أو عدم وجود أعراض مصاحبة كالغثيان القيظ وحساسية الضوء والصوت وضعف التركيز، وقد تستمر الأعراض ما بين 4 ساعات إلى 3 أيام متواصلة. مشيرًا إلى إمكانية ربط حدة الصداع باعتلالات الهرمونات لدى النساء، وتناول بعض الأدوية الهرمونية وبعض الأطعمة كاللحم المقدد والأسماك المدخنة وبعض الأجبان كالشيدر.
علاج صداع الشقيقة
بين العبدلي أنه من مثيرات الصداع وازدياد حدته بعض العوامل الشائعة المصاحبة، كالضغوط العصبية والإجهاد وقلة النوم والإجهاد البدني القوي، وتغيرات الطقس واعتلال التغذية والقلق والاكتئاب. لافتًا إلى أن من أبرز عوامل الإصابة (ذات العلاقة المباشرة وغير المباشرة) التاريخ العائلي. وللعلم بأن العمر المحبط لهذا النوع من الصداع يكون بين 20 إلى 50 عاما، وتمثل النساء الجزء الأكبر من شريحة المصابين، إذ تبلغ معدلات الإصابة 3 أضعاف مقارنة بالرجال، وللإصابة ببعض الأمراض الأخرى دور في حدوث صداع الشقيقة، كالإصابة بالاكتئاب والقلق واعتلالات النوم.
وأوضح أن للشقيقة خطوط علاجية مختلفة تكمن بإجراءات وقائية لمرحلة ما قبل الصداع ومرحلة حدوث نوبات الصداع، وكذلك بعض الطرق الطبية المساعدة، متمثلة باستخدام الكمادة الباردة وشرب كميات كافية من السوائل والبعد عن المثيرات. مشيرًا إلى أنه من الصعوبات التي واجهها الطواقم الطبية في علاج الشقيقة، صعوبة الوقاية من حدوث نوبات، كونها تتأثر بالعديد من المثيرات، ولهذا دأبنا على إقامة فعاليات توعوية ميدانية لتثقيف المجتمع حول سبل الوقاية والعلاج تتخللها بعض الأقسام المصاحبة.