هناء مكي

@hana_maki00

- كما نقول عن الحرب خدعة، أرى أن التسويق بالصورة الحالية هو أكبر خدعة نعيشها، بل يُدرس التسويق اليوم الحيل وممارسة الخدع لجذب المستهلكين والتلاعب بهم بقصد تسويق سلع ما.

- مع التقدم التقني الهائل والذكاء الاصطناعي المتطور يبدو لنا كل شيء سهل وفي متناول اليد وبضغطة زر يمكننا أن نشتري ونقرأ ونتعلم ونحصل على ما نريد، ولكن الواقع هناك لوجستيات بُنيت لنصل الى هذه المرحلة، حتى صار كل شيء احترافي بسبب وجود التخصصات الدراسية التي تمكن الدارسين فيها لدرجة الاتقان وهو ما يجعل تعلمه وصنعه وبيعه واستخدامه والاستفادة منه أسهل وفي متناول اليد.

- في السابق كانت هناك التخصصات تعتمد على سوق العمل المحلي لذا كانت التخصصات الكلاسيكية هي الأكثر جدوى وضمان، أما اليوم كل تخصص وإن أستهين به في السابق هو في حد ذاته صناعة قائمة في السوق وجب احترامها، بل سوق العمل توسعت لم تعد محلية، لذا فأن فرد واحد من الدارسين قد يشكل نقله في سوق العمل بما يبتكره من تفوق، سيغير به خارطة السوق بل والقطاع، وموازين العرض والطلب، لذا التخصصات في كل شيء صنعت لنا مضمون سهل وتعلم سهل وإتقان سهل وخدمة سهلة. وهنا وجب التركيز في المناهج التعليمية لأهميتها في المستقبل، فهي ذات جدوى سوقية حتى وان كان هناك من ينظر لها بانها ليست ذات فائدة ومردود ، فلكل صناعة زمنها.

- من التخصصات التي كان ينظر لها في التعليم باستهانة، هي دراسة إدارة الأعمال بما فيها التسويق، لا ضير في بلدان كان لا يشكل القطاع الخاص فيها وقطاع الأعمال إلا نسبة 20% تقريباً، وهي أيضا قائمة على شركات العائلات، فمثل هذه التخصصات لم تكن مهمة للطلاب الذين وصلوا للجامعة لتحقيق حلمهم المنظور بوظيفة تليق بدرجتهم العملية.

- التسويق اليوم بات من اهم القطاعات عالمياً، وفي بلداننا الطموحة والحكومات التي تتبنى وتساعد قطاع المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر أيضاً، لذا كان التسويق يأتي مرادف لنجاح الأعمال فولّي اهتمام كبير في التدريس والتدريب والتأهيل، والأغرب حين تقرأ مناهج التسويق وترى تحولاته من تخصص المتبكرين والأذكياء الى أن بات في متناول المحتالين واللصوص والمخادعي، لكني اعتبره من اشمل التخصصات التي يجب أن يعطى أهمية ويعزز مكانته في زمن الذكاء الاصطناعي.

- يعتمد التسويق الحديث على الأساليب النفسية للكسب وتعزيز المبيعات، ولذلك فأن دراسة هذا التخصص مرهون اليوم بدراسة علم النفس التسويق الذي يدرس الزوايا النفسية والسلوكية للأفراد، ونظام ما يسمى «Loss Aversion» وهو ذاته النظام التسويقي الذي تتبعه نتفلكس، وصارت الكثير من الشركات تعتمد عليه في استراتيجية التسويق لديها، وهذا النظام يعني تجنب الخسارة بمعنى إعطاء المستهلك وقت لاختبار المنتج حتى يدمن عليه ومن ثم يشتريه ليتم بعدها رفع السعر وفق استهلاكه وإدمانه.