د. شلاش الضبعان يكتب:

- أعتقد أن كل صداقة يقدم فيها طرف والطرف الآخر يستفيد هي صداقة مسمومة تضر طرفيها ونهايتها إلى الانهيار.

والأسوأ عندما يكون أحدهما صديق شر، والآخر يتبع بدون إدراك ولا رويّة، ويرى أن هذا من الوفاء للصديق.

- ذكر ابن الجوزي في كتابه الأذكياء قصة تذكر بهذه الصداقات حيث كتب: صحب طفيلي رجلاً فِي سفر فَقَالَ لَهُ الرجل امضِ فاشتر لنا لَحْمًا، قَال: لَا وَالله مَا أقدر، فَمضى هُوَ فاشْترى، ثمَّ قَالَ لَه: قُم فاطبخ، قال: لَا أحسن، فطبخ الرجل، ثم قال له: قُم فاثرد، قال: أَنا وَالله كسلان، فثرد الرجل ثمَّ قَالَ لَهُ: قُم واغرف، قال: أخْشَى أَن يَنْقَلِب على ثِيَابِي، فغرف الرجل ثم قال له: قُم الْآن فَكُل، قَالَ الطفيلي: قد وَللَّه استحييت من كَثْرَة خلافي لَك وَتقدم فَأكل.

- أعتقد أن أحفاد هذا الطفيلي وطلابه لا زالوا موجودين، فلا زال هناك من يدمر الثقة في المجتمع بالعيش على أموال الآخرين من خلال طلب المساعدة من القريب والبعيد وهو يعلم أنه لا يسدد ولن يسدد، وهناك من يسافر برفقة زملائه وكلما جاء وقت الدفع نسي بطاقة الصراف أو تعطلت، وهناك من يتواجد في الاستراحات وهو لا يدفع مع الموجودين، بل حتى في بيئة العمل تجد الموظف الذي يتهرب عندما يرى زملاءه يجمعون مبلغاً، فلا يساهم معهم بينما هو أول المستفيدين.

- هؤلاء موجودون والكلام معهم قد لا يجدي، ولكن على الكرام ألا يكونوا ألعوبة بأيدي قليلي الحياء، فلا يعطوهم الفرصة كيلا يتمادوا، لأنهم لا يرون ما يُفعل لهم كرماً، وديناً في أعناقهم، بل يعتبروه في كثير من الأحيان سذاجة، وأنهم هم الأذكياء الذين يتلاعبون بالمساكين الطيبين، كما أن في الانسياق وراء هؤلاء حرمان للمستحق، فلو دُفعت الأموال التي تُبذل على من لا يستحق في الصدقة على المستحق لكان خيراً في الدنيا والآخرة للباذل قبل غيره، وأيضاً في التمادي في هذا دمارٌ للمجتمع ونزع للثقة التي تقوم عليها المجتمعات وتحيا بها.

- احذر أن تكون شمعة تحترق من أجل الآخرين، فقد لا يكون هذا ذكاءً، ولكن كن مضيئاً على الدوام، من أجلك وأجل الآخرين، بدون أن تحرق نفسك أو تتخلى عن الإضاءة.

@shlash2020