- مواد بناء المنازل قديماً في أغلب مناطق المملكة تعتمد على الطين والخشب وربما بعض الحجارة التي تعتبر سريعة العطب بحيث لا يكمل البيت خمسة وثلاثين عاماً إلا ويعتريه التساقط أو لا يصلح للسكن بتاتاً مما يحتم على أصحابه الشروع في هدمه وبناء منزل جديد وهكذا، ومن عيوب هذه الطريقة أنها تستنزف المالك سواء من ناحية تكلفة بناء منزل جديد أو البحث عن أرض بديلة وغيرها خلاف أنها تساعد بطريقة غير مباشرة في أتساع مساحة المدينة بشكل عمودي مما يكلف الدولة ملايين الريالات لعمل بنية أرضية حديثة برغم أنها موجودة في الأحياء القديمة التي هجرها أهلها وتوجهوا إلى أحياء جديدة.
- ربما نلتمس العذر سابقاً لبعض المخططات التي تم بناء منازلها بالمواد التي لا تتحمل عوامل الزمن ولكن بعد الشروع في البناء الحديث المكون من أسمنت وحديد وخرسانة أصبحت البيوت تتحمل إلى مائة وخمسين سنة إذا تم المحافظة عليها لأننا حقيقة نضع كميات حديد وخرسانة للمنزل تتحمل برج وليس منزل فقط مما يضاعف من قوة تحمله لعوامل الزمن وتغيرات الجو، مادام الأمر كذلك لماذا لا نعزز موضوع ترميم تلك المنازل بدلاً من السكن فيها ثلاثين أو أربعين عاماً ومن ثم هجرها إلى أحياء جديدة وهكذا مما ضاعف مساحة المدن لدينا بشكل كبير خلاف أن تلك الأحياء التي هجرناها تم تجهيزها بالبنية التحتية كاملة وأصبحت مرتعاً للعمالة أو الهجر السكاني مما أضاع تلك الملايين التي صرفت هباء منثوراً.
- ترميم المنازل القديمة سيحقق عدة فوائد أولها سيساهم في خفض البيوت بشكل كبير لأننا نعاني من ارتفاع أسعارها الملفت ولذلك عندما نتجه لترميم القديم منها سيتم بيعها بسعر مخفض وبالتالي تقل الأسعار بشكل واضح، أيضاً ستقل التكلفة التي تنفقها الدولة على عمل البنية التحية لكل حي لأننا بهذه الطريقة ـ ترميم المنازل ـ سنقلص عدد الأحياء بشكل كبير أما في حالة عدم التوجه للترميم لن تنتهي العملية لأننا سننفق كل عشرين عام مئات الملايين على تجهيز أحياء جديدة وهجر القديمة وهكذا خلاف أن توسع المدينة بشكل كبير لن يكون مفيداً على المدى البعيد وأعبائه المادية من صيانة وخلافة ستصبح عقبة في وجه النمو والتطور.
- أغلب الدول الأوروبية تعيش منازلها لمدة مائتي عام وأكثر بل تعتبر المنازل القديمة مطلب للجميع بعد عمل الترميمات المطلوبة عليها أما لدينا فإن الجميع ينفر من ذلك ويعتبر ترميم المنزل دليل غير جيد على الحالة الاجتماعية للفرد، يفترض التركيز إعلامياً على ذلك وتهيئة الناس لتقبل هذا التوجه لأنه خيار المستقبل.. فهل نفعل ذلك.
almarshad_1@