شيخة العامودي تكتب:

- الغياب آفة التعليم ومجهض الجهود وحلقة مفقودة في سلسلة متكاملة وعدوى تتفشى حسب المحيط ،فإن سألتني»هل الغياب متهم بكل ذلك «؟ سأجيب: بل أكثر من ذلك بكثير،فالغياب آفة تقتات على جهود المعلم فأحيانا يُبنى على درس سلسلة من الدروس فإن فات الطالب فهم أولها تاه عن باقي الدروس مهما كان الشرح مستفيض.

- أيضا الغياب مسؤول عن إجهاض الجهود، جهد الوالدين وجهد المدرسة فالكل غايته أن يتعلم المتعلم وأول ما يتعلمه في منهج التعليم الانضباط فالوقت كنز يجب أن يستثمر والغياب محتال مستهلك يتهرب من الالتزام بالأعذار الواهية التي تستنزف الوالدين وتؤجل خطط المعلم لذلك المتعلم فيُدرج له يوم آخر للتسميع ويوم آخر للاختبار ويوم آخر للتقييم.

الغياب لا يجعل حلقة التعليم مكتملة لدى المتعلم فلا بد أن يفوته شيء قيم من العام الدراسي في اليوم الذي يغيب فيه كفكرة ،موقف ،نصيحة ،تسلية ،أجر،معلومة ،توجيه وأشياء أخرى كثيرة وعلى عدد ما يغيبه المتعلم من أيام على قدر ما سيفوته من حلقات فنصل لنهاية العام ليرتدي المنتظم سلسلة متكاملة من مهارات بينما المتغيب لن يملك منها سوى حلقات.

- الغياب إن لم يقابله حزم فالغياب لأسباب وأسباب مقنعة في الأسرة أولا سيتفشى بين الأبناء خصوصا إن كانت دافعية التعلم التي أساسها «أنا أريد» ليس أساس الذهاب للمدرسة ،فالتراخي سيشجع الجميع على اختيار الغياب والبقاء في المنزل ،كما إن الغياب إن لم يقابله بحث في الأسباب ومعالجة ومتابعة من المدرسة وعقوبات إن لم تكن هناك أسباب سيستسهله المتعلم و بظني العقوبات المدروسة والمكافآت للحد من الغياب تُظهر لي التمييز بين المدارس وتعطيني عن كادرها المميز إشارات.

- الغياب والتأخر الصباحي أعتقد إنهما عملة بوجهين إلا إنني إن اُضطررت لاخترت التأخر الصباحي فهو غياب جزئي عن يوم دراسي ويجب أن يقابل بتوجيه حسن تُفهم من خلاله الأسباب وتطرح العلاجات مع اعتبار أسلوب الحديث المتبع وأثره على نفسية المتعلم خصوصا إن كانت المواصلات سبب من الأسباب أو إهمال الأسرة وهو ليس له حيلة فالأسلوب المنفر في التوجيه قد يدفعه لاختيار الغياب بدلا عن التوبيخ.

*إضاءة تربوية :

- الأسلوب المتبع مع طلاب العلم أساساً في الجذب ومركز لكسب الاحترام والالتزام وقبل ذلك هو مرآة أخلاقياتك ومَصدر من خلاله تُصدر عليك الأحكام.

@ALAmoudiSheika