قالت شركة تصنيع مواد الطاقة الشمسية الصينية جي سي إل تكنولوجي هولدنغز في وقت سابق من هذا الشهر إنها تجري مناقشات مع المملكة العربية السعودية لبناء أول مصنع لها في المملكة، لإنتاج 120 ألف طن من البولي سيليكون سنويًا، وهي مادة أساسية في سلسلة توريد الطاقة الشمسية الكهروضوئية. وتتطلع الشركة المصنعة للبولي سيليكون إلى الإمكانات الكبيرة لسوق الطاقة الشمسية في المملكة، كما تخطط المملكة للحصول على 50% من احتياجاتها من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030، وقفزت حصة مصادر الطاقة المتجددة في قدرات توليد الكهرباء في المملكة بأكثر من اثني عشر ضعفًا منذ عام 2020، وتمثل حاليًا 1.3% فقط، وفق ماذكرت منصة المونيتور العالمية في الموضوع الذي ترجمت اليوم أبرز ما جاء فيه.
السعودية في سباق مع الزمن
قالت مونيتور، أن السعودية صاحبة أكبر اقتصاد عربي تعد في سباق مع الزمن لرغبتها بزيادة قدرة توليد الطاقة المتجددة بمقدار 50 مرة على مدى السنوات السبع المقبلة لتحقيق طموحها المتمثل في توليد 58.7 جيجاوات من الكهرباء النظيفة بحلول عام 2030، مقارنة بنحو 1.2 جيجاوات الآن. وقدرت منظمة جلوبال إنريجي مونيتور، وهي منظمة غير ربحية مقرها الولايات المتحدة، أن هناك خططًا لإنشاء 19.3 جيجاوات من مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في االسعودية اعتبارًا من أغسطس و45٪ منها قيد الإنشاء.
وحول ذلك، علقت كاساندرا أوماليا، مديرة مشروع الطاقة الشمسية في جلوبال إنريجي مونيتور وقالت: “أعتقد أن تحقيق هدف 2030 قابل للتنفيذ .
الطاقة المتجددة في السعودية
وسيعتمد حجم الطاقة المتجددة الجديدة المطلوبة لتحقيق هدف عام 2030 على مسار استهلاك الكهرباء، فقد تقوم المملكة بإيقاف بعض محطات الطاقة التقليدية، واستبدالها بمشاريع طاقة متجددة وهو أمر قيد التنفيذ الفعلي. وتهدف المملكة إلى تنمية ناتجها المحلي الإجمالي بنسبة 54% بحلول عام 2030 إلى 1.7 تريليون دولار. وأنفقت السعودية 14 مليار دولار في عام 2021 لتوفير الكهرباء بأقل من التكلفة، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية. ويشارك صندوق الاستثمارات العامة في تمويل المشروعات، حيث قال صندوق الثروة السيادية إنه سيعمل على تطوير 70% من الطاقة المتجددة في المملكة العربية السعودية بحلول عام 2030 وذلك بشكل رئيسي من خلال شركة أكوا باور.
استثمارات كبيرة في المملكة
قالت وزارة الطاقة السعودية عام 2021 إنها تتوقع أن تستثمر البلاد 293 مليار دولار في مشاريع الطاقة والطاقة المتجددة بحلول عام 2030، بما في ذلك استثمارات كبيرة لتطوير خطوط النقل وشبكات التوزيع. وتعهدت السعودية في عام 2021 بالقضاء على جميع الانبعاثات من الغازات المسببة للاحتباس الحراري أو تعويضها بحلول عام 2060.
مشروعات الهيدروجين في السعودية
كذلك تشهد السعودية نشاطا ملحوظا في قطاع الهيدروجين الذي يعتبر وقود مستقبليا من حيث الإنتاج والتصدير. وتستثمر الدولة إمكاناتها الكبيرة في مجال الطاقة، لتصدير الطاقة النظيفة إلى العالم والمساهمة في تحقيق الأهداف العالمية لتقليل انبعاثات الكربون والوصول إلى الحياد الكربوني، تماشياً مع اتفاقية باريس للمناخ. وبينما تعمل المملكة على تعزيز قدراتها في الطاقة النظيفة، فقد نجحت في تسريع جهودها في مجال العمل المناخي، حيث تسعى إلى تحويل 30 % من مساحاتها البرية والبحرية إلى محميات طبيعية، وزراعة نحو 10 مليارات شجرة بحلول عام 2030.
الاقتصاد الدائري للكربون
كما تعمل على تطبيق نموذج الاقتصاد الدائري للكربون، بهدف الوفاء بتعهداتها بخفض الانبعاثات بمقدار 278 مليون طن سنويا بحلول عام 2030، علاوة بالطبع على رفع حصة مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء إلى 50 %. وفي وقت سابق من هذا الشهر، رحب خبراء صندوق النقد الدولي بالخطط الجارية في المملكة لزيادة قدرة الطاقة المتجددة بمقدار 2.1 جيجاوات إضافية بحلول عام 2024، فضلاً عن تحويل البلاد إلى مركز عالمي لإنتاج الهيدروجين النظيف كما رحب الخبراء بخريطة الطريق التي رسمتها السلطات السعودية للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية.