أصبح استثمار المملكة العربية السعودية في الخارج والمشاركة في عمليات الاستحواذ والاندماج محط أنظار العالم، حيث تفيد أحدث تقارير صادرة عن وكالة رويترز بأن شركة النفط السعودية العملاقة أرامكو وافقت على شراء شركة إسماكس ديستربيوشن إس بي إيه التشيلية من مجموعة ساوثرين كروس في صفقة جديدة كبيرة للاقتصاد السعودي، وفق ما ذكر موقع ذا نيوز الباكستاني.
إيرادات إسماكس
في عام 2022، سجلت إسماكس – شركة النفط والغاز – إيرادات تعادل 2.5 مليار دولار وأرباحًا قدرها 57.7 مليون دولار. وفي عام 2016، وافقت بتروبراس على بيع أصولها في تشيلي إلى شركة يسيطر عليها صندوق استثمار الأسهم الخاصة، الذي تديره شركة أميريس كابيتال والتي تعد مجموعة ساوثرن كروس المساهم الرئيسي فيها. وقال صندوق أميريس إنه يتوقع استيفاء شروط الموافقة بحلول الربع الرابع من عام 2023.
استراتيجية التنويع الاقتصادي
وفي وقت سابق من شهر يوليو، وافقت شركة التعدين العربية السعودية على الاستحواذ على حصة 10 في المائة في شركة المعادن الأساسية البرازيلية فالي، كجزء من استراتيجية للاستثمار في أصول التعدين العالمية. وقال خبراء أن هذه الخطوات، تظهر كيف تعمل المملكة بطريقة منظمة لتنويع اقتصادها من خلال تقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري والولوج إلى مجالات كبرى أخرى.
نموذج المملكة الاستثماري
تعمل المملكة بطريقين، جذب الاستثمار الأجنبي إلى أسواق المملكة والاستثمار أيضًا في جميع أنحاء العالم مما يساعد على تحسين المحفظة الاستثمارية للمملكة وزيادة تأثيرها على المسرح العالمي.
طموح وأهداف كبيرة
تعد هذه الاستثمارات ليست مجرد إجراءات عشوائية بل جزء من خطة أوسع حيث تسعى المملكة العربية السعودية إلى نقلة كبرى داخليًا وعالميًا.
الشرق الأوسط الجديد
قال صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ، قبل أكثر من أربع سنوات في عام 2018: أعتقد أن أوروبا الجديدة ستكون الشرق الأوسط، ووعد أيضًا بأن المملكة العربية السعودية ستكون مختلفة تمامًا في السنوات الخمس المقبلة. وتوقع مراقبون وخبراء حدوث تغيرات باهرة خلال الفترة المقبلة داخل المملكة العربية السعودية. في ذلك الوقت، لم يتحدث ولي العهد فقط عن تغيير المملكة العربية السعودية ولكن أيضًا عن تغيير بالدول العربية الأخرى، حيث يريد شرق أوسط في طليعة العالم.
الممر الاقتصادي
في سبتمبر 2023، أكدت القيادة السعودية على تحويل المنطقة من خلال الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEC) في مشروع يربط الشرق الأوسط بأوروبا من خلال الطرق والسكك الحديدية.
تغيير اجتماعي كبير
تتغير الأمور بسرعة كبيرة في المملكة بحيث أصبحت الغالبية العظمى من القوى العاملة تتألف الآن من السعوديين وليس الرجال فقط ولكن النساء أيضًا. وأظهرت أرقام رسمية في مايو أن عدد السعوديات العاملات في القطاع الخاص بالمملكة تجاوز 900 ألف للمرة الأولى. وتم الوصول إلى هذا الرقم القياسي وسط الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لتمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في سوق العمل.
الطاقة الخضراء
تستثمر الرياض من ناحية أخرى في الطاقة الخضراء وتأمين المعادن الحيوية مع تطوير البنية التحتية اللازمة بل وتطوير صناعة الترفيه مع التركيز على السياحة. وفي عام 2018، قالت الهيئة العامة للترفيه إن استثمارات البنية التحتية على مدى العقد المقبل ستصل إلى 240 مليار ريال (64 مليار دولار) ستسهم بـ 18 مليار ريال في الناتج المحلي الإجمالي السنوي وتولد 224 ألف فرصة عمل جديدة بحلول عام 2030.
100 مليون زائر
وتتوقع الرياض أن تجتذب أكثر من 100 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2030 من خلال الجهود المشتركة للقطاعين السياحي والخاص والعام.
تجربة سعودية رائدة
علق موقع دنيا نيوز الباكستاني، بقوله أن التجربة السعودية الرائدة جديرة بالتطبيق والتعلم منها، لدول كثيرة منها باكستان التي أضاعت العديد من الفرص على الرغم من حقيقة أن التغيير هو الثابت الوحيد. وإذا لم تحذوا الدول، حذوا السعودية فستكون رهينة بماضي ليس له مكان في المستقبل.