- رصد الفلكيون تواريخ معينة تعلن مغادرة فصل الصيف ، إبتداء من ثبات درجات الحرارة عن الإرتفاع ثم النزول رويدا رويدا ، هذا الكلام ينطبق على أغلب مناطق المملكة ما عدا المنطقة الشرقية فالحديث عن جوها لا يمكن أن يكون إلا بالحديث وبقدر كاف عن الرطوبة ، التي وارد مجيئها في كل لحظات اليوم صباحا ومساءا .
- المهم أن فصل الصيف يحزم أمتعته ولكن هل يحزمها بسرعة أم يتمطط بحزمها أم يهوّن ويكون ضيفا ثقيلا كل هذه الإحتمالات واردة.. المهم أن الصيف حل وسيرحل وكميات الحلطمة لم تتوقف عليه وكأننا أول مرة في حياتنا نعيش في هذا الحر الشديد ولا في كل عام نقرع باب الخميس درجة مئوية ولا رطوبة تصل التسعينات المئوية .
- كل عام دراما الجو الصيفي تتكرر، وش الحر اللي جانا ، لا لا أبد هالسنة الحر غير ما عمره جانا مثله، وهكذا بعض نماذج الحلطمة.. أذكركم من الآن ونحن في نهاية الصيف ستخرج أصوات متحلطمة عند الشتاء وتقول وش هالبرد اللي جانا، بحل يالصيف والحر، برد زمهرير لا بسين 4 طبقات ملابس وهكذا ، فئة من الناس لا يرضيها شيء، يتمنون الصيف من أجل خفة الملابس والبحر والأماكن المفتوحة ثم يتحلطمون عليه، ويتمنون الشتاء لطلعات البر وشرب الكرك والرحلات ثم يتحلطمون عليه سبحان الله لا يرضيهم شيء وينتقدون كل شيء وهم يعلمون يقينا أننا في كل عام هذه ظروف مناخا صيفا شتاء ربيعا وخريفا هي تتكرر مذ أن ولدوا ومع ذلك القصة معهم تتكرر .
- الشعراء كانوا يتغزلون بالمناخ فيصفون شدة الحر بحرارة الشوق وبرد الشتاء بالجفاء بين المحبين ونسيم الربيع وتساقط أوراق الخريف على مختلف المشاعر والعلاقات بين الناس حتى الرياح والغبار والأمطار والضباب ورسموا أروع المعاني بها، وأشهر بيت قاله البحتري في هذا (أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً من الحسن حتى كاد أن يتكلما) أما معالي الدكتور غازي القصيبي «رحمه الله» فقد قال عن الصيف (يرتحل الصيف فقومي بـنا نسكب في وداعه دمعتيـنْ كان كريماً طيباً، طيـبـاً أحبـنا محبة الـوالديــن ، هيأ في الشمس لنا مقعداً وفي ظلال الورد أرجوحتين ، وصير البحر لنا منـزلاً فنحن ضيفان على موجتين، وحولّ الرمـل إلى لؤلـؤٍ نبني به قـصراً أو قلعتيـن) وغيرهما الكثير ممن ترك الشكوى والضجر جانبا وأخذ الوجه الإيجابي والمشرق من كل ما حولنا، فأنا رجل أحب الشتاء وأحب الصيف وأحب الربيع وأحب الجو الصحو والغيوم والأمطار وكل ما خلق الله فبرحمته هيء وسخر لنا كل الأدوات اللي تحمينا أو تزيدنا متعة وسعادة فلك الحمد والشكر ربنا كما ينبغي .
وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل بإذن الله أودعكم قائلا (النيّات الطيبة لا تخسر أبداً) في أمان الله .
@Majid_alsuhaimi