شهدت المملكة العربية السعودية منذ عقود غياب لدور السينما وذلك قبل افتتاح صالات العرض في عام 2018.
وبحسب تقرير الحالة الثقافية فإن المملكة شهدت تواجد لدور العرض السينمائية قبل ذلك بشكل خاص في المجمعات السكنية لأرامكو في الظهران خلال فترة الثلاثينيات من القرن الماضي، وفي الخمسينيات تواجدت سينما الأحواش في بعض المناطق حول المملكة، كما كانت الأندية الرياضية تعرض بعض العروض المرئية والتي استمرت حتى فترة سبعينات القرن الماضي.
حركة إنتاج محدودة
كما عرضت القنوات الفضائية عدد من الأفلام والتي كان يطلق عليها السهرات التلفزيونية، كما كانت حركة الإنتاج السينمائي السعودي داخل المملكة محدودة، وذلك في الفترة ماقبل انطلاق التلفزيون السعودي الحكومي، وكان أول فيلم سعودي بحسب المدونين والنقاد هو فيلم الذباب من إنتاج شركة أرامكو وجرى إنتاجه عام 1950م، وبالتعاون مع فريق إخراج من هوليوود، وصُور في مدينة القطيف.
كما أن أول فيلم سعودي يتم إنتاجه بشكل رسمي في المملكة ويشارك في مهرجان دولي كان اغتيال مدينة عام 1967م، وهو من إخراج وإنتاج عبد الله المحيسن الذي يعتبر رائد السينما السعودية، واستمر الإنتاج المحلي حتى بداية التسعينات ثم توقف حتى بداية الألفية الثالثة.
الإنتاج السينمائي في السعودية
وفي عام 2003م، بدأت موجة من الإنتاجات المحلية وخصوصا للأفلام القصيرة، بينما كان إنتاج الأفلام الطويلة محدودا، حتى عام 2006م حيث تم إنتاج أول فيلم سعودي يعرض بشكل تجاري وهو فيلم كيف الحال، تنامى خلال تلك الفترة الإنتاج السينمائي مما أدى لتأسيس مهرجان أفلام السعودية في الدمام والذي كان يهدف في بداياته لعرض الأفلام والتقاء صناع الأفلام، وفي جدة جرى تأسيس مهرجان جدة للعروض المرئية.
وشكل عام 2012م تحولا مهما حيث توجت المخرجة السعودية هيفاء المنصور عن فيلمها وجدة والذي صُوّر داخل السعودية بثلاث جوائر تقديرية في مهرجانات عالمية.
وقد أدى نشاط إنتاج الأفلام إلى صعود الحركة السينمائية المحلية والتي نشهدها حتى وقتنا الحالي، وذلك من خلال مبادرات وصناديق دعم عديدة، قُدمت من مجموعة من الجهات منها مؤسسة مسك الخيرية، ومركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي إثراء، وشركات إنتاج وعرض إلكتروني.
أول دار عرض سينمائية في السعودية
ومع انطلاق رؤية المملكة 2030 حصلت تغييرات جذرية في قطاع الأفلام والعروض المرئية فقد أنشأت الهيئة العامة للثقافة في 2016 والتي أشرفت على المجلس السعودي للأفلام الذي تأسس في 2018 والذي يهدف لتطوير الإنتاج المحلي والمحتوى الإبداعي، والذي مثل مشاركة المملكة الأولى في مهرجان كان السينمائي.
وفي ديسمبر من 2017 كانت البداية الحقيقية، إذ أعلنت وزارة الإعلام عن السماح بإصدار تراخيص دور عرض سينمائية، وفي أبريل 2018 افتتحت أول دار عرض سينمائية في مركز الملك عبد الله المالي في الرياض، ثم توالى افتتاح دور العرض في مختلف مناطق المملكة، كما أن تأسيس وزارة الثقافة ورعايتها لقطاع الأفلام عبر هيئة الأفلام، ساهم ذلك في إطلاق مجموعة من المبادرات لدعم القطاع منها مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، ومسابقة ضوء لدعم الأُفلام.
أرقام السينما السعودية في وقتنا الحالي
وفي عام 2023 أعلنت هيئة الإعلام المرئي والمسموع عن أرقام السينما السعودية خلال خمس سنوات، إذ بلغ عدد دور السينما في المملكة بلغ عددها 65.
فيما بلغ عدد المشغلين 6 مشغل سينمائي، وذلك في 20 مدينة حول المملكة، وبلغ عدد المقاعد 61,246 مقعداً، و 593 شاشة عرض، كما بلغ عدد اللغات 28 لغة أبرزها الإنجليزية والعربية والهندية، و 48 دولة تم تصنيف الأفلام منها أبرزها أمريكا والهند ومصر.