فيصل الظفيري

@dhfeeri

- لم يكن توحيد المملكة العربية السعودية قصة هينة على الملك عبدالعزيز رحمه الله، فمملكة مترامية الأطراف وقبائل متناحرة، ودول تحاصرنا من كل جانب بأجندات مدروسة لتقتطع هذا الجزء أو ذاك من بلادنا لتضيفه لإمبراطورياتها الهالكة، وأفراد في ذلك الوقت لم تكن الرؤية لديهم واضحة لتكوين وطن موحد يعيش فيه الإنسان معززا مكرما، كان للملك عبدالعزيز حلم آخر مع رجاله المخلصين حيث بتوفيق الله وفضله دانت له الأرض وأصبحت موحدة تحت قيادة واحدة وحكم واحد، وهو من رحمة الله تعالى بنا جميعا.

- استقرت الأوضاع وبدأت تدخل البلاد الموحدة في مرحلة جديدة قوامها الأمن والأمان، وخمدت فيها الفتن وأصبح الناس بدل فخرهم بمعتقدات فاسدة يفخرون بوطن موحد، وأصبح الحلم حقيقة، للجميع فيه حقوق متساوية في الحصول على التعليم والرعاية الصحية والعمل والعدالة الاجتماعية، مما عزز الاستقرار والتقدم والرفاه الاجتماعي والاقتصادي، وهنا بدأت قصة تنمية حقيقية لبناء المملكة العربية السعودية وبناء الإنسان السعودي ليكون أساسا في هذا الوطن العظيم، وأصبح رجال الملك عبدالعزيز من بضعة أشخاص هنا وهناك إلى كل مواطن في هذا البلد يفخر بالانتماء لهذا الوطن الذي بذل حكامه الذين تعاقبوا بعد وفاة الملك الصالح عبدالعزيز رحمه الله وأسكنه عالي جنانه لتنمية هذا الوطن وتعزيز استقراره، وأصبح المواطن السعودي عنصرا فاعلا في جميع خطط التنمية السعودية منذ تأسيسها، حيث ركزت هذه الخطط على تعزيز جودة حياة المواطن وعززت من دوره المحوري عبر تنمية الجانب التعليمي والتدريبي، حتى أصبح في كل جانب لدينا خبراء سعوديون نفخر بهم، واليوم ونحن نحتفل بيومنا الوطني الـ 93 يزداد فخرنا بقيادتنا الحكيمة التي استطاعت خلال فترة قصيرة من عمر الأمم أن تجعل المملكة العربية السعودية محور العالم وحديثها الشاغل، يترقب العالم تصريحات قيادتها، ويأملون بالتفاتة حانية من قادتنا على تطوير بلدانهم ويأملون أن تعزز المملكة اقتصاداتهم، حيث اقتصاد المملكة العربية السعودية يعتبر من أكبر عشرين اقتصادًا في العالم، والأكبر في العالم العربي، والحلم لم يكتمل بعد فالمرتبة العشرون ستتقلص إلى المرتبة الخامسة عشر بإذن الله تعالى قريبا كما ذكر سمو وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان في أحد تصريحاته، واليد الحانية لمملكتنا في كل مكان عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية حيث تطبب الجراح في كل بلد مكلوم عبر جسور جوية مستمرة تعكس معدن قادتنا الأصيل في إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، وأصبحت بلادنا أيضا قبلة للرعاية الصحية حيث تُفصل التوائم فيه بنجاح باهر، وتجرى العمليات المعقدة بكل يسر وسهولة بأيدي أطباء سعوديين نفخر بهم ، وتصرف أدوية تقدم مجانا للمرضى رغم أن بعضها يكلف الملايين من الريالات، والحلم الذي تحول إلى حقيقة لم ينته بعد.

- بلادنا مقبلة على نهضة تعليمية قادمة بفتح التأشيرة التعليمية لنكون مكانا مفضلا للدراسة لألاف الباحثين عن التعليم والتدريب المتخصص، والقادم من التحسين والتطوير سيكون أكثر بإذن الله تعالى في كل الجوانب وهو بفضل الله أولا ثم بدعم قيادتنا الرشيدة التي نسأل الله أن يديم عليها الصحة والعافية ويحفظ بلادنا لتكون منارة للعالمين.