كشف تقرير اقتصادي أن الذهب ما زال يظهر قوة متجددة على الرغم من وجود عدة تحديات مثل قوة الدولار وارتفاع العوائد وتوقعات أقل لخفض أسعار الفائدة في المستقبل، متوقعا أن يتم تعزيز الدعم نتيجة لبحث السوق عن التحوط ضد عدم قدرة اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في تقديم هبوط طفيف بدلاً من الهبوط الحاد.
وتوقع التقرير أن الرؤية تجاه المعادن الاستثمارية إيجابية مشيرا إلى أن المعدن الأصفر سيصل في النهاية إلى مستوى قياسي جديد، إذ أن توقيت الدفع الجديد نحو الأعلى لا يزال يعتمد بشكل كبير على البيانات الاقتصادية الأمريكية.
أسعار الفائدة
أضاف التقرير أن قدرة الذهب على الحفاظ على الدعم ظهرت مرة أخرى رغم التحديات المتعددة، يوم الأربعاء بعد أن توقف بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مؤقتاً في حملته القوية لرفع أسعار الفائدة، بينما توقع في نفس الوقت أسعار فائدة أعلى بكثير خلال عامي 2024 و2025 بسبب الاقتصاد الأمريكي المرن وبسبب سوق العمل القوي والتضخم الثابت، والذي تفاقم مؤخراً بسبب ارتفاع أسعار الطاقة بدعم من منظمة أوبك.
وأشار التقرير إلى أن مستويات الرغبة العامة في المخاطر تأثرت سلباً بسبب هذه التوقعات مع تراجع الأسهم وارتفاع الدولار للتداول بالقرب من أعلى مستوى له على مدى ستة أشهر، بينما وصل عائد السندات الحكومية الأمريكية لمدة عامين إلى أعلى مستوى له منذ عام 2006 بالقرب من 5.2٪.
من جانب آخر، قلل المتداولون في سوق العقود الآجلة لأسعار الفائدة على المدى القصير من الرهانات على عدد تخفيضات أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساسية خلال النصف الأول من عام 2024 إلى واحد فقط من حوالي ثلاثة في الشهر الماضي.
دعم أسعار المعدن الأصفر
ووفقا للتقرير فإن استجابة الذهب لهذه التطورات السلبية في الأسعار كانت تصحيحة نسبياً، مما يترك السعر متمسكاً بنطاق ضيق، ويقدم الدعم حالياً عند مستوى 1900 دولار.
ولفت إلى أن سعر الذهب قد استمر بشكل جيد على الرغم من الارتفاع الأخير والمتجدد للدولار والعوائد وتوقعات خفض أسعار الفائدة على المدى القصير (حيث يساوي الأسعار المنخفضة أسعاراً أعلى).
1.7 % ارتفاعا في أسعار الذهب
وارتفعت أسعار الذهب بنسبة 1.7% بينما ارتفع الدولار بنسبة 1.4% مقابل سلة من العملات الرئيسية خلال الشهر الماضي، وارتفعت العوائد الحقيقية لسندات الخزانة الأمريكية لعشر سنوات بمقدار 10 نقاط أساسية، بينما تم تقليل توقعات خفض أسعار الفائدة في عام 2024.
وبحسب التقرير، خفض مستثمرو صناديق الاستثمار المتداولة ممتلكاتهم خلال الأشهر الأربعة الماضية، مما أدى إلى تراجع إجمالي الممتلكات بمقدار 169 طناً خلال هذا الوقت إلى 2761 طناً، وهو أدنى مستوى في 3-1/2 سنوات.
50 ألف عقد
وفي الوقت نفسه، كانت مواقع الصناديق الرافعة لصفقات الذهب ذات المركز الصافي الطويل تبلغ 50 ألف عقد (5 ملايين أوقية) في الأسبوع المنتهي في 12 سبتمبر، وهو ما يعادل 25 ألف عقد فقط فوق مستويات مارس وأغسطس.
وقال التقرير الصادر عن «ساكسو بنك»: إن السبب وراء استدامة قوة الذهب على الرغم من التحديات، والتي تشمل أيضاً ارتفاع التكلفة البديلة لامتلاك استثمار غير مدفوع بالفائدة مثل المعدن الأصفر، يعود بالأرجح إلى أن السوق تبحث عن وسيلة للتحوط ضد عدم قدرة اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة على تحقيق هبوط طفيف بدلاً من الهبوط الحاد.
وأشار إلى أن في مقال حديث في صحيفة وول ستريت جورنال بعنوان لماذا قد يكون الهبوط الطفيف أمراً صعباً، نوهت بكيفية أن كل هبوط حاد يبدو في البداية وكأنه هبوط طفيف، فيما أشار إلى أربعة تطورات تعترض الطريق أمام هبوط طفيف الآن، وهي: الاحتياطي يبقى مرتفعاً لفترة طويلة جداً، اقتصاد مرتفع جدا، وارتفاع أسعار النفط، وانقطاع في الأسواق المالية.