سعود القصيبي

@SaudAlgosaibi

- في كل عام اكتب بعض الأبيات الشعرية اتغزل فيها عن الوطن، وكدأب كل عام ارسله الى بعض مواقع السوشال ميديا إلا ان هذه السنة تأخرت في النشر وظننت ان لا متابع. ومن دهشتي ان هناك من بالفعل يتابعني فلست مشهورا او لي دواوين، ولست من أصحاب الآلاف من المتابعين فلا اهتم كثيرا بالاعداد. كذلك أن أسلوب شعري مما عفى عنه الدهر وشرب. وقد توقف الناس عن الحديث بالشعر المنظوم كما توقفوا من الحديث عن شعر النثر، وفي الأصل لم يعد أحد يقرأ شعرا او يسمعه ودلالة ذلك ليس بالساحة معروفا من هذه الفئات من الشعر الا شعر النبط أو التفعيلة, او شيء لا أعلمه غير منظوم, ينطق ببطئ من أصحابه يقال عنه شعر. وبعد هذا لكي اقول ان هناك مهتمين وكم كنت مخطأ !

- وقد بدأت قصيدة هذا العام كتبتها مما اسمية بشعر النفس لأنه يتحدث عن الاشجان وهو يشابه في مضمونة من حيث النسق والنمط قصائد شعراء العراق التي تتميز بالشجون وبالحكمة. وتوقفت حين دخل على احفادي وذهبت الجنية. وكنت انوى ان لا اكتب شيء هذا العام عن الوطن فما يغذي الشاعر هو الإحساس باستماع واستمتاع الآخرين إلا ان مفاجأتي ان هناك بالفعل من يتابع. وسئلت عن قصيدة هذا العام بالوطن ولكي تعرض في أحد المحافل المدرسية وهو شرف، فخصصت وقتا لكتابتها بدأتها بآخر بيتين لتلك القصيدة الاولى لأبدأ بها قصيدة الوطن مطلقا لها خاتمة، ذكرت في اول ابياتها: وصِعابٌ رياحٌ موجاً نَرْكَبَةُ, نَرْفَعَ الراياتْ فَشأنَنَا هِمَمُ,نأتِيها بالحَزْمِ وبالعِزِّ فَخْراً, دُرَرٌ قَصَصِنا وأفْعالَنا شِيَمُ, وَطني هُوَ نَفْسي وَمَا يُمثِلَني, سُعوديٌ أمْجادِي وفَخرِيَ قِمَمُ.

الوطن هو ملحمة وهو كل ما لدى الإنسان بقيمه وعاداته وبناءة, وهو يمثل مسيرته وتاريخه، ففي اليوم الذي أعلن فيه هذا اليوم بتأسيس المملكة هو يوم ميلاد لها بعد ان أسست. وهو لحمة وطنية بكل أشكالها ومعانيها بين المواطن والمواطن وبين المواطن والقيادة، وكسرد تاريخي يوافق اليوم الوطني 23 سبتمبر من كل عام وذلك تخليداً لذكرى توحيد المملكة وتأسيسها على يدي جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله بعد ملحمة البطولة التي قادها المؤسس على مدى اثنين وثلاثين عاماً بعد استرداده لمدينة الرياض في 15 يناير 1902. وكتشريع صدر مرسوم ملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت اسم المملكة العربية السعودية، واختار الملك عبدالعزيز- طيب الله ثراه - يوم الخميس الموافق 21 جمادى الأولى من نفس العام الموافق 23 سبتمبر 1932م يوماً لإعلان توحيد المملكــة العربية السعودية وهو اليوم الوطني.

- كما اختارت الدولة في عهد الملك عبدالعزيز شعارها الحالي «سيفان متقاطعان بينهما نخلة» أما العلم فأصبح لونه أخضر مستطيل الشكل تتوسطه شهادة التوحيد «لا إله إلا الله محمد رسول الله» باللون الأبيض وتحتها سيف باللون الأبيض، ومن مناقبه واصلاحاته ان كانت الحالة الأمنية في شبه الجزيرة العربية في أوضاع يرثى لها من التسيب والانفلات الأمني, وجاء الملك عبدالعزيز ونشرالأمن الشامل في جميع أنحاء المملكة, وظل هذا الأمن وسيظل بإذن الله صفة مميزة لها. ومن الحقائق الثابتة لوطننا الغالي, أن الإرادة القوية والعزيمة الصادقة والرغبة الأكيدة في دفع مسيرة البناء والتقدم هي سمة متميزة وبارزة لها حيث تمثل مسيرة المملكة مراحل ثرية حافلة بالإنجازات وضعتها في مصاف القوى الاقتصادية العالمية, إضافة إلى تمكين الإنسان السعودي من اللحاق بركب التطور العلمي والتعليمي وباللحاق بسير الأمم. كما ساهمت تلك المكانة في تفعيل دور المملكة في المجموعة الدولية سواء من خلال منظمة الأمم المتحدة أو من خلال المؤسسات الدولية المنبثقة عنها والهيئات والمنظمات الدولية الأخرى. حفظ الله لنا ولاة أمورنا ووطننا وابعد عنها شر الناس والحساد.

وكل يوم والوطن في تقدم وازدهار.