Fahad_otaish@

- يشكل التحاق الأطفال بالمدرسة مرحلة جديدة من حياتهم حيث يبدأ الاختلاط مع أطفال آخرين مما تظهر معه مواقف لم يعتد الطفل على مواجهتها ومع تعدد طباع الأطفال وتنوع حياتهم الأسرية وعدم وعي الطفل وتعوده على المشاكل التي تحدث بسبب الاختلاط يلاحظ الوالدان بعض المظاهر التي لم يعتادوا ملاحظتها على أبنائهم خاصة عندما يتعرض الطفل إلى بعض المشاكل التي يتسبب بها أقرانه الذين يقوم بعضهم بمضايقة الآخرين وهو ما يسمى بظاهرة «التنمر».

- ولا يقتصر وجود هذه المشكلة على مجتمع من المجتمعات بل تؤكد إحصائيات عديدة وجودها في مختلف دول العالم، وببساطة التنمر هو المواقف العدوانية التي يتعرض لها الطفل كالاعتداء الجسدي واللفظي بالقول وتكرر ذلك من الطرف الأقوى جسدياً أو عقلياً، ويضاف إلى أنواع التنمر التهديد والسخرية والإهانة والدفع والركل وقد يصل تأثير ذلك إلى نفور المعتدى عليه ورغبته في الهروب من هذا الواقع، وللأسف فإن استخدام العقوبات والعنف ضد الأطفال لدى بعض الأسر هي من الأسباب التي تولد هذه الظاهرة، كما أن إهمال الأسر لحاجات أطفالهم وكذلك الاعتماد في تربية أبنائهم على الخادمات؛ كل ذلك يزيد من حدة هذه المشكلة، وهنا لابد من أن يكون دور المدرسة واضحاً في تثقيف الطلاب وحثهم على احترام الأنظمة المدرسية واحترام المعلمين، وإشغالهم بالأنشطة وإعطاؤهم الفرص التي تلبي احتياجاتهم النفسية، وتنمي مهاراتهم وتوظف طاقاتهم توظيفاً إيجابياً حتى لا تتوجه هذه الطاقات إلى سلوكيات عدوانية في مقدمتها التنمر وإلحاق الأذى بالآخرين.

- كما أن دور المجتمع في رعاية الطلبة من أبناء الأسر المحتاجة يحد من تحول أبناء هذه الأسر إلى التنمر بسبب معاناتهم من المشاكل الاقتصادية وملاحظتهم الاختلاف بينهم وبين أبناء الأسر التي لا تعاني هذه المشاكل، مما قد يتولد معه أحاسيس بالنقمة على المجتمع والتعبير عنها بالتنمر على الآخرين، ومما يجب الاهتمام به أيضاً عدم مشاهدة الأطفال للأفلام التي تشجع على نشر النزعة إلى السيطرة على الآخرين مما يجعلهم يحاولون تقليد شخصيات أبطال هذه الأفلام ويذكي الميل إلى العنف في سلوكياتهم، خاصة وأن الألعاب الإلكترونية التي انتشرت في السنوات الأخيرة تتجه أكثرها هذا الاتجاه كما أنها ساهمت في وجود التنمر الإلكتروني الذي يمارسه البعض عبر أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة يشجعهم على ذلك القدرة على إخفاء شخصية المتنمر.. ومن أهم ما يمكن عمله لعلاج هذه المشكلة هو أن نجعل أطفالنا يشعرون بالحب من خلال الجلوس معهم والاستماع إليهم وتشجعيهم على أن يبوحوا لنا بما يزعجهم وكذلك فإن على جهات التعليم وضع برامج شاملة لمواجهة هذه الظاهرة وتوعية أولياء الأمور والمعلمين والطلبة أنفسهم بأساليب مكافحتها وقبل ذلك لابد من الوعي بخطورة هذه الظاهرة عند ملاحظة وجودها واتخاذ الإجراءات الوقائية منها قبل حدوثها لتجنب ما يترتب عليها من آثار سلبية على سلوكيات أبنائنا وتحصيلهم الدراسي ومستقبل حياتهم.