عبدالرحمن المرشد

- المملكة مثلها مثل كثير من الدول تعاني من شح المياه حيث لا يوجد أنهار ولا بحيرات خلاف قلة الأمطار التي تأتي بشكل متقطع وغير مستمرة، ربما تأتي في سنة غزيرة والتي تليها ضعيفة مما يعني عدم الاعتماد على هذا المصدر في الزراعة والسقيا وغيرها، المياه الجوفية كذلك تعتبر من المصادر سريعة النضوب إذا لم يتم تغذيتها بمياه الأمطار ما يشير إلى أنها عامل ضعيف لا يمكن الاعتماد عليه، إذن نحن بحاجة إلى مصدر مائي مستمر نستطيع أن نبني عليه خطط زراعية وتشجير وفي المقابل لا يسبب خلل في مياه الشرب التي نعتمد عليها مثل مياه الآبار وتحلية المياه التي تنفق عليها الدولة مئات الملايين.

- خطط الدولة المتعلقة بمبادرة السعودية الخضراء والتي تهدف لرفع الغطاء النباتي وتقليل انبعاثات الكربون ومكافحة التلوث، هذه المبادرة تتضمن عدد من المضامين من أبرزها زراعة عشرة مليارات شجرة داخل المملكة خلال العقود القادمة، ما يعني زيادة في المساحة المغطاة بالأشجار إلى إثني عشر ضعف عما هي عليه حالياً، وهي مبادرة جميلة ورائعة ستحسن من جودة الحياة وتساعد على مكافحة التلوث وتعطي شعوراً بالراحة والتفاؤل والانطلاق، تلك الأفكار الطموحة تحتاج إلى كميات هائلة من الماء لنصل إلى ما نريد من تقدم في ذلك الطريق التنموي الذي سيضع المملكة على خارطة الدول المهمة التي ستساهم في تحقيق مستهدفات المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي والموائل الفطرية.

- من المصادر المائية المهمة التي نستطيع الاعتماد عليها ـ في رأيي ـ بشكل كبير لتحقيق تلك المستهدفات هو ( مشروع مياه الصرف الصحي المعالجة ) حيث سنتمكن من ري ملايين الأشجار بهذه المياه المعالجة التي تعتبر على درجة نقاوة عالية جداً وفي المقابل لن تتأثر مصادر مياه الشرب التقليدية التي نعتمد عليها ( مياه التحلية ، مياه الآبار وغيرها ) لدينا ملايين الأشجار في الطرقات والحدائق والجهات الحكومية والخاصة وغيرها تحتاج إلى كميات هائلة من المياه، ولو تم إعادة تأهيل مياه الصرف الصحي لأصبحت مصدراً مهماً ثابتاً يمكن الاعتماد عليه في تحقيق مستهدفاتنا وأفكارنا الخضراء دون أن نستنزف مخزوننا من الذهب الأبيض.